انتشر في الأسبوع الماضي خبرا هز الصرح التعليمي جعل أولياء الأمور في قلق حول مستقبل أبنائهم عبر مدارس الكويت، التي باتت تعاني ضعفا عاما في معلميها وخاصة معلمي اللغة العربية الذين عجزوا عن التفريق بين التاء المفتوحة والتاء المربوطة وقد أطلق مديرو المدارس صرخاتهم هل نعلم الطلبة أم المعلمين؟
صلب المشكلةوضعف معلمي اللغة العربية في مادتهم ظاهرة خطيرة تهز كيان التعليم، وتساعد على انهيار التعليم في الكويت، وإذا انهار التعليم فماذا سيبقى لنا؟
وهذه الظاهرة جاءت نتيجة إجبار الطالب على الالتحاق بتخصص اللغة العربية وهو لا يحب هذه المادة، وكان يعاني ضعفا شديدا بها، وحصل على نسبة لم تؤهله لدخول الجامعة او الكلية بالتخصص الذي يرغبه كرغبة أولى في حياته، فوجد نفسه فجأة ودون مقدمات انه تم قبوله بقسم اللغة العربية، وهنا إما أن يقبل أو يحرم من دخول الكلية، حتما سيستلم الطالب لهذا القرار الجائر ضد طموحاته وأمنياته، وسيقبل الوضع من أجل بناء مستقبله على الأقل من أجل كسب قوت يومه بوظيفة مضمونة براتب مغر بمميزات وكوادر لا توجد في أي وظيفة أخرى.
اللغة العربية ليست كأي مادةاللغة العربية مادة ليست كأي مادة أخرى فهي تعتمد على أساس وتراكمات منذ المرحلة الابتدائية حتى الثانوية، فإذا كان الطالب يكره اللغة العربية من طفولته ومراهقته وشبابه ولا يفهم أساسيات الكتابة فيها ولا أساسيات النحو ثم يجد نفسه أنه مجبور على دخول وتنفيذ رغبات الكلية فإنه حتما لن يستطيع أن يبدع فيها، بل سينجح فيها نجاحا عاديا لمجرد أن يجتاز عدد الوحدات ويتخرج بسلام.
الحقيقة المرةالحقيقة المرة التي يجب أن يدركها التربويون أن الجامعة لا تقوم بدور التأسيس، فإذا ما تم إجبار الطالب على قبول تخصص اللغة العربية، فإن المرحلة الجامعية لن تسعفه ولن تصنع منه إنسانا يتقن أساسيات القراءة والكتابة والإعراب، فالجامعة هي الانطلاقة الأولى لتخريج الباحثين ويكون دورها بارزا في صقل شخصية الطالب والباحث والتعرف على مقومات وأساسيات البحث العلمي ومناهج البحث العلمي والتحقيق العلمي، ولا يمكن للجامعة أن تبدأ من الصفر مع طلبة اللغة العربية لتعليمهم أساسيات الإملاء والنحو.
واقع عايشته
عندما كنت معلمة للغة العربية بالمرحلة الثانوية أخبرتنا مديرة المدرسة أن المنطقة التعليمية ستزودنا بمعلمة خريجة جديدة للتو، وعلينا استقبالها وتشجيعها.
وعندما عملت معنا هذه المعلمة الجديدة استغربنا أنها لا تعرف إعراب الجمل، وكانت تجلس معنا تحفظ الإعراب وتذهب للفصل وتسمعه تسميعا، وعندما سألتها لماذا تخصصت باللغة العربية وأنت لا تحبين تخصصك فقالت ان الجامعة أجبرتها على هذا التخصص وهي قبلت من أجل الحصول على الشهادة فقط.
وهنا أقول إن فاقد الشيء لا يعطيه، علينا أن نتقي الله في طلبتنا وألا نجبرهم على تخصص لا يطيقونه، بل نشجهم على الإبداع في تخصص يعشقونه ويرون فيه أنفسهم يستطيعون من خلاله أن يقدموا إنتاجا عظيما لكويت جديدة.