بعد كل كارثة سواء أكانت حربا أو وباء، تعود الحياة تدريجيا إلى طبيعتها بعد انهيار عام لجميع المرافق ومن أسوأ الانهيارات نتيجة الكوارث انهيار التعليم، وكلنا ندرك هذه الحقيقة وعايشناها عبر جائحة كورونا.
فقد توقفت الدراسة ستة أشهر وعاش الطالب وولي أمره في قلق تام لأنه عاش المجهول، فقد تم تعليق الدارسة في وقت أنهت جميع دول الخليج العام الدراسي وبدأوا الاستعداد لعام جديد بينما عاشت وزارة التربية التخبط في بداية كورونا وظنت الوزارة أن الوباء وباء عابرا يمر بسلام وينتهي بعد بضعة أسابيع، وانتظرت وزارة التربية أسبوعا بعد أسبوع انتهاء الجائحة، ولكن النتيجة كانت بعكس ما توقعت حيث ازدادت الحالات سوءا، وازداد عدد الضحايا وتحور الفيروس وانشقت عنه تحورات جديدة.
وهنا وجدت وزارة التربية أن التعلم عن بعد واقع لا محالة وبدأت خطة التنفيذ وإعطاء دورات تدريبية للمعلمين والمعلمات للتدريب على استخدام برنامج «التيمز».
الحديث يطول عن عواقب جائحة كورونا على الحياة التعليمية ولن ندخل في تفاصيلها الآن، ولكن ما يهمنا عودة الحياة التعليمية ما بعد جائحة كورونا وعودة المدارس وإنهاء الاختبارات الأونلاين وإقرار الاختبارات الورقية.
نظام المجموعات: إن عودة الحياة لطبيعتها ما بعد جائحة كورونا لا يعني أن الوباء قد انتهى 100% ولكن بعد حملة التطعيم الشاملة وانتشار المراكز الصحية التي ساهمت في إعطاء اللقاح للمواطنين والمقيمين، فقد خفت حدة أعراض المرض وأصبح مرضا يشبه تماما مرض الانفلونزا، ومع ذلك فالحذر واجب وهنا رأت وزارة التربية أن الحل الأمثل يكمن في وضع نظام المجموعات (أ) و(ب) حيث يذهب الفريق الأول يوم الأحد، الثلاثاء، الخميس بينما يذهب الفريق الثاني للمدرسة يومي الاثنين والأربعاء.
الفريق الأول في الأسبوع الثاني يذهب لمدرسته يومي الاثنين والأربعاء والفريق الثاني يذهب لمدرسته الأسبوع المقبل أيام الأحد والثلاثاء والخميس وهكذا.
نظام المجموعات نظام ابتكرته وزارة التربية لتقليص عدد الطلبة والطالبات في المدارس حفاظا على سلامة أبنائنا من العدوى، وتحقيقا لمبدأ التباعد الاجتماعي في الفصل. وهو الحل الأمثل لعودة الحياة تدريجيا إلى مدارس الكويت.
والسؤال الذي يطرح نفسه: هل لنظام المجموعات عيوب أم أنه نظام ناجح حبذا أن يستمر؟
الإجابة لن تكون من الخيال بل من واقع عايشه أبناؤنا ومعلمونا، الطالب يشعر بالسعادة الغامرة لهذا النظام (نظام المجموعات) لأنه يحضر يوما ويغيب يوما، وله وقت لعمل واجباته وأبحاثه وله وقت المذاكرة والاطلاع وله كذلك وقت للتنزه والخروج من المنزل وعمل الالتزامات والزيارات العائلية.
المعلم وجد فرصته للشرح وتوصيل المعلومة عبر فصل غير مزدحم بالطلبة، ووجدها فرصة رائعة لإعطاء مزيد من الواجبات والأبحاث التي تؤهل الطالب وتصقل شخصيته ليصبح باحثا وليس حافظا للمعلومات، بل سيتعلم الاعتماد على النفس وتحقيق المعلومة والوصول إلى النتائج العملية.
المعلم يحتاج مزيدا من الوقت عبر نظام المجموعات لإنهاء المنهج، وهو يرى أن تقليص المنهج عار على العمل التعليمي التربوي، بل إن الطالب يجب أن يحصل على محصلة علمية كافية تؤهله لدخول الجامعة مستقبلا، ولتصنع منه شخصية مميزة بعقلية فذة أساسها البحث والاطلاع.
ولي الأمر المسؤول الأول: إن نظام المجموعات لا يمكن أن ينجح دون تدخل ولي الأمر فهو المسؤول الأول عن نجاح هذا النظام من خلال مراقبة ابنه ومتابعة واجباته والتعرف على المنهج والمساهمة في توصيل المعلومة له إذا كان قادرا على ذلك أو بتعويد ابنه على الدخول عبر اليوتيوب للدروس التربوية والتعرف عليها لأن نظام المجموعة لن يكون كافيا لإنجاز المنهج.