انقضى عمر مجلس 2016 بلا إنجاز حقيقي، بعد أن ضاع وقته ووقتنا في قصص المؤامرات والصراخ وتصفية الحسابات بين المعارضة ورئيس مجلس الأمة، وهواية استهداف عدد من الوزراء من بعض النواب في استجوابات متكررة بلا فائدة.
كل ذلك حدث أمام أعيننا، ونحن نشاهد الوقت يتسرب من مجلس 2016 حتى جاءت جائحة كورونا لتكتم آخر أنفاس التفاؤل دون تحقيق شيء حقيقي!
عموما لو كنت في موقع المسؤولية لكنت قد قننت الوقت المهدر من خلال 5 تغييرات في منهجية العمل البرلماني، وقد يظن من يقرأها للوهلة الأولى أنها غريبة!
أولا: إزالة كل الكراسي الخضراء من قاعة المغفور له عبدالله السالم وكذلك لجان المجلس، فهناك الكثير من الوقت المهدر في تلك الاجتماعات، فلو كانت الاجتماعات وقوفا لا جلوسا، لكان الزمن الذي يستغرقه الاجتماع ينخفض إلى الربع أو الثلث، لأنهم سيضطرون للاختصار والحديث بما هو مهم فقط وترك ما هو غير مهم.
ثانيا: تحديد وقت مداخلات النواب بما لا يتجاوز 5 دقائق في الجلسات، خصوصا في مناقشة الاقتراحات والقوانين التي يفترض أن تناقش بإسهاب وعمق في اللجان المختصة.
ثالثا: بث جلسات اللجان تلفزيونيا كما هو الحال في جلسات مجلس الأمة، ولكن بلا مونتاج أو تقطيع، فمن حق المجتمع أن يعرف ماذا يحدث ويقال في اللجان.
رابعا: وضع لوحات إعلانية ضخمة في كل الدوائر الانتخابية، لعرض صور وأسماء النواب الذين يتغيبون عن الجلسات، فمن حق الناخب أن يعلم علنا ما إذا كان النائب الذي وثق فيه قد مارس دوره وقام بواجبه أم لا!
خامسا: تحديد مدة لا تتجاوز شهرين لمناقشة المقترحات في اللجان البرلمانية كي لا يتم استخدامها كمقبرة للاقتراحات كما هو الواقع حاليا.
أعلم أن هناك من قد يقول إن هذه الأفكار تبدو مجنونة، ولكن السؤال هو هل يوجد شيء عاقل عندنا؟!
على كل حال هي الحلول المتاحة للتعامل مع عدد من النواب الذين يقضون ساعات في جلسات واجتماعات بلا جدوى، ويوضع حد لكذب بعض النواب الذين يقولون في اجتماعات اللجان ما لا يستطيعون قوله في العلن للناخبين، هذا إن حضروها أصلا، أو أن يحضروها ويكونوا هم والكراسي سواء!
[email protected]