الغالب على الكتب العلمية عدم توافق العنوان مع المضمون، فتجد فيها اختلافا كبيرا، وأيضا يكون هذا العنوان براقا يشدك، وعندما تريد أن تقرأ ما يتحدث عنه هذا العنوان تجده بعيدا كل البعد عنه أو رتوشا خالية من الفهم المتطلب لذلك..
في معرض الكويت الدولي للكتاب 2019 والذي انتهى قبل أيام اشتريت كتاب مستشارك النفسي - من الأوهام إلى الطمأنينة، والحمد لله انتهيت من قراءته وأكتب لكم هذه الخماسية مما استفدته وأنصح بقراءته بشدة:
١ ـ العنوان: الكتاب عنوانه يعكس محتواه، وواضح أن الكاتب يعرف ما يريد أن يكتب ويوصله للقارئ فتجده وازنا بين العنوان والمحتوى، وبالمناسبة مهارة اختيار العنوان لا تقل أهمية عن المحتوى لأن هذا ما ستقع عينا القارئ عليه أول شيء، ومصداق القول «الكتاب مبين من عنوانه».
٢ ـ روح الكاتب: تشعر وأنت تقرأ الكتاب بوجود الكاتب المستشار معك في كل موقف أوعرض يشرحه الكاتب، فأبدع الكاتب بوصف الأعراض ومدتها وحدتها ومدى تأثرها وتأثيرها بطريقة علمية موثقة وكأنه جالس معك ويسألك وتسأله ويصف الإرشاد النفسي بسلاسة ووضوح لكل عرض ومهارة نفسية.
٣ ـ التطبيقات والأدوات: وضع الكاتب تطبيقات لكل مهارة وتقنيات نفسية علمية حديثة تساعد في انتقالك من الوهم إلى الطمأنينة بكل المراحل، والجميل أن هذه التمارين متسلسلة ومترابطة ووضع للقارئ تطبيقات أخرى يكتبها لنفسه ليطمئن نفسه بها ويعرف أين موقعه النفسي بهذا العرض.
٤ ـ نظام حياة: يرسم لك الكاتب في فصول هذا الكتاب نظام حياة بداية من التغيير في مهارات التفكير المعرفية والانفعالية والتصحيح لأخطاء مشوهة موجودة في المجتمع وسلوك الفرد، وكيف السبيل لتطبيق بعض الأدوات المساعدة لذلك، وانتهاء بتغيير المهارات السلوكية والتعامل مع الضغوط النفسية اليومية، وكل هذا تحت مظلة تمارين علمية رائعة وسهلة وجاذبة.
٥ ـ الغذاء الديني: أبدع الكاتب كمختص في طب العائلة ولديه رخصة الإرشاد النفسي في الكتابة من وحي مدرسة النفس والدين والربط بينهما بأدلة القرآن والسنة، فقال في هذا الباب: تنادي العديد من الدراسات الآن بتقوية الجانب الديني كجزء لا يتجزأ من العلاج النفسي المتكامل، فمن بين 68 دراسة أثبتت 57 دراسة منها وجود رابط بين التدين وانخفاض نسب الانتحار والاضطرابات النفسية في المجتمعات.
فما أحوجنا لملء فجوة التعايش مع الذات والأسرة والمجتمع بروح المهارات اليومية النفسية المتطلبة وفهمها، ومعرفة أنه يوجد لكثير منها أساس في الدين والسنة النبوية.
وتنبيه بسيط أن هذا الكتاب لن يكون بديلا عن المرشد النفسي الحقيقي، ولكنه مرشد للعديد من المعلومات والأدوات والمهارات السلوكية والمعرفية سواء للسليم للتطوير من نفسه أو الذي يعاني من ضغوط وأعراض نفسية تعرض لها الكاتب وخاصة المشهورة منها.
وحقيقة، لم أوفِ الكتاب في شرح ما فيه، ولكن يكفيك أن تتابع الدكتور في انستغرام ووسائل التواصل الاجتماعي لتجده ملما في تخصصه، ويبحث عن كل ما هو جديد وراق ليساهم في نهضة المجتمع ومستواه في الوعي المجتمعي ليتحقق الإنجاز والإتقان المنشود لكل فرد ومجتمع. فكل الشكر للكاتب بسام البطحي على إضافته للمكتبة والصيدلية العربية، هذا الكتاب الذي نتمنى أن نراه في مكتبة وصيدلية كل بيت عربي.
[email protected]