ما أروع أن يكون الشخص المناسب في المكان المناسب، وما أجمل أن نرى نتائج إيجابية عند تسلم أي شخص مركزا أو منصبا مهما كانت درجته الوظيفية وخلال فترة زمنية ليست بالطويلة.
نعم فقد عاصرنا وشاهدنا وزراء ووكلاء وزارات ومديرين عامين لهيئات ومؤسسات لم تكن لهم من آثار سوى مسمياتهم وما رافقها من مكتسبات ومزايا بسبب توليهم تلك المناصب، ولم تكن لهم من الأعمال والإنجازات ما يشفع لهم بوجود أي ذكرى طيبة أو إضافة مميزة لسيرتهم ومسيرتهم.. كل منا ستعيده ذاكرته إلى بعض هؤلاء من الذين كانوا عبئا على الحكومة وعلى جهات عملهم من جانب، وعلينا كمواطنين ومتأثرين بتقدم بلادنا وعدم نهوضها من جانب آخر.
كذلك كان هناك أبطال حقيقيون من أبناء الكويت المخلصين بما قدموه من أعمال وإنجازات وكانوا أهلا للمنصب الذي حملوا أمانته بكل ثقة واقتدار، فكانوا مثالا في العطاء، ولعل مدير عام الجمارك المستشار جمال الجلاوي واحد من الذين يجب الإشادة بعطائهم، فاليوم وبعد حوالي أربع سنوات من العمل المثمر وبعيدا عن الأضواء كان لزاما أن نقول إنه يستحق هذا المنصب ليدير هذا القطاع الحيوي والذي يشكل أحد ركائز الاقتصاد الكويتي والأمانة في حفظ الكويت وأهلها من عمليات التهريب، وقد أثبت جدارة عالية في أداء الأمانة بما يتمتع به من خبرات قانونية وإدارية ويقظة وحسن تعامل مع الأمور ومراعاة الظروف الاستثنائية بما يضمن تحقيق النجاح.
ولعل تميز رجال الجمارك في مختلف المنافذ البرية والبحرية والجوية وحرصهم على البذل والعطاء جاء بسبب الإدارة الناجحة والمتابعة المستمرة والتعاون والحرص على تذليل الصعاب من المستشار الجلاوي الذي كان خلال جائحة «كورونا» مثالا في حسن التعامل، وتأمين جميع احتياجات الشعب في الكويت وفقا لما هو مخطط ومقدر له من الجهات المعنية، فكان الإفراج عن السلع بشكل سريع فلم نشعر بوجود أي نقص في أي سلعة أو مادة استهلاكية، كذلك تسهيل وصول لقاحات «كورونا» وتوفير متطلبات سلامة وجودة هذه اللقاحات حتى تصل إلى وزارة الصحة وفق آلية منظمة.
كما يشهد للمستشار الجلاوي أيضا حرصه على المال العام وتأكيد مواكبة التطورات التكنولوجية والعمل على إنجاز التحول الرقمي في الإدارة العامة للجمارك حيث كانت السباقة بتقديم خدماتها إلكترونيا، كذلك الإنجازات الكثيرة التي يحققها رجال الجمارك وما نراه ونسمع عنه من ضبطيات ومنع للتهريب وأداء للواجبات الوظيفية بكل أمانة وإخلاص باعتبارها الجهة المسؤولة عن دخول البضائع والسلع إلى البلاد.
ونقول للمستشار الجلاوي ولجميع العاملين في الجمارك أنتم الضلع الثالث لأمن الوطن والمواطنين بعد رجال الدفاع والحرس الوطني والداخلية، وبتفانيكم وعملكم تحمون بلادنا وأبناءنا من كيد المتربصين وتدفعون الأذى عنا.
فكل التقدير لكم ولكل من يعمل بأمانة وإخلاص في أي منصب ومكان.