جميع الشعوب تفخر بتاريخها وببطولات أبنائها وتضحياتهم في سبيل حرية أوطانهم وصون كرامتها، ويحق لنا ككويتيين ونحن نحتفل بالأعياد الوطنية (ذكرى الاستقلال الستين والذكرى الثلاثين للتحرير من الغزو العراقي الغاشم لبلادنا).
ورغم ما تمر به بلادنا والعالم من ظروف استثنائية بسبب جائحة فيروس كورونا، إلا أن الاحتفال بهذه المناسبة تبقى له أهميته، وليس شرطا أن يكون ذلك الاحتفال كما اعتدنا عليه في السنوات الماضية من مهرجانات وحفلات ومسابقات وغير ذلك من مظاهر الفرحة التي يبديها الناس عادة.
نعم لنحتفل وهذا حق لنا جميعا، لكن علينا هذا العام أن نغير من نمط احتفالنا بسبب «كورونا» وما يرافقه من تطبيق للاشتراطات الصحية الوقائية، خصوصا مع ارتفاع أعداد المصابين وكذلك الوفيات.
لنزين بيوتنا وشوارعنا والمباني الحكومية بأعلام الكويت وصور صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، وسمو ولي عهده الأمين الشيخ مشعل الأحمد، ولنحتفل بأسلوب بخاص هذه السنة بعيدا عن التجمعات والمسيرات، ولتكن إرادتنا أقوى في التصدي لهذا الفيروس الخطير ولنتكاتف معا كما تكاتفنا خلال محنة العزو العراقي الغاشم لكويتنا الحبيبة.
وعلينا أيضا استذكار بطولات وتضحيات شهداء الكويت منذ تأسيسها، وكذلك المعارك التي خاضوها في الذود عن ترابها الغالي وحماية لها من الغزاة والطامعين، وأيضا الأسرى والمفقودين الذين واجهوا العدو في أصعب الظروف، وأن نعلم ذلك لأبنائنا لتكون نشأتهم على حب الكويت، مع غرس قيم الوفاء وتقدير التضحيات، خصوصا في هذه الأيام التي يبذل فيها الكثيرون من أبناء وطننا جهودا كبيرة في مواجهة هذا الوباء للحفاظ على سلامتنا وصحتنا وللوصول بالكويت إلى شواطئ الأمان، سواء من وزارات الصحة والداخلية والدفاع والحرس الوطني والخطوط الجوية الكويتية والهلال الأحمر، والجمعيات الأهلية والفرق التطوعية وكل من سعى ويسعى لتقديم أي مساهمة في سبيل الحد من مخاطر «كورونا» والحفاظ على امننا الصحي، والذي يعدا أحد أهم جوانب أمننا الوطني الذي ننشده دائما، ونسعى لتحقيقه.
نعم لنحتفل بأعياد الكويت في قلوبنا وبالالتزام بالتعليمات الصحية ولنساند إخوتنا القائمين على مواجهة هذه الجائحة، وليكون دعاؤنا لله تعالى أن يحفظ الكويت وأهلها من أي مكروه وأن يديم عليها نعمتي الأمن والأمان.