هناك الكثير من المشاكل التي تعاني منها المجتمعات على اختلاف طبيعتها والتي تتفاوت حسب مكوناتها ووفقا لبنيتها ومدى الترابط فيما بينها، ونحن في الكويت لا نختلف عن تلك المجتمعات بما يحدث لدينا من أمور مختلفة.
وفي الحقيقة، فإن معظم المشكلات التي نعاني منها في الكويت يمكن اختصارها وتجاوزها من خلال حل قضية الإسكان وتوفير السكن المناسب للعوائل الكويتية، وبكل مصداقية لو عدنا إلى مشكلة الطلاق التي باتت تشهد ارتفاعا كبيرا في السنوات الأخيرة لوجدنا أن عدم توفير السكن المناسب وراء نسبة كبيرة من حالات الطلاق في مجتمعنا، حيث يذهب جزء كبير من دخل الزوج إلى الإيجارات والتي في أغلب الأحيان تبتلع أكثر من نصف المعاش، إضافة إلى عدم الاستقرار الأسري وعدم الشعور بالطمأنينة خلال الحياة الزوجية.
كما أن الشباب الذين يعيشون مع أسرهم أيضا يعانون من أمور لا تخفى عليكم، فقد يكون عدد أفراد الأسرة كبيرا وقد يكون هناك أكثر من أخ متزوج ويعيشون مع والديهم، وغير ذلك من حالات عدم توافق أو انسجام أسري تؤدي في النهاية إلى الوصول لطرق مسدودة، كذلك متطلبات الحياة اليومية وما تشهده من ارتفاع كبير بأسعار المواد والسلع سواء الاستهلاكية الضرورية أو الكمالية والتي أصبحت من متطلبات الحياة شئنا أم أبينا، كأجهزة الآيباد والهواتف النقالة واشتراكات «النت» وغيرها، وأيضا أصبحنا نلاحظ عزوف الكثير من الشباب عن الزواج خوفا من المستقبل وتجنبا للمشكلات التي يشاهدونها في محيطهم.
ونتساءل: لماذا لا يتم حل المشكلة الإسكانية مادام هناك وعود حكومية وتوافق نيابي على وجوب تأمين سكن مناسب لجميع المواطنين وفق ما هو منصوص عليه بالدستور؟ ولماذا لا يتم الإفراج عن مزيد من الأراضي وتسليمها للمؤسسة العامة للرعاية السكنية؟ ولماذا لا تتم زيادة مخصصات وميزانية بنك الائتمان؟ وكذلك أن تقوم بقية الجهات المعنية من «أشغال» وبلدية وكهرباء وماء بتوفير البنية التحتية بالسرعة المطلوبة، وعدم تأخير أوامر البناء وأذوناتها للمواطنين الذين تم تخصيص قسائم لهم في المناطق الجديدة ليباشروا أعمال البناء قبل ارتفاع الأسعار، وجميعنا أصبحنا نعرف أن قرض الإسكان لم يعد يكفي بسبب الغلاء الكبير في مواد البناء الأساسية والثانوية، ولكي يفرح المواطنون بعد انتظار سنوات، وكثيرون رحلوا عن دنيانا وهم ينتظرون «سكن العمر»!
نتمنى من الحكومة التنسيق فيما بين وزاراتها وجهاتها المعنية بقضية الإسكان ووضع خطة عمل بإرادة قوية وعزم صادق على التنفيذ لنرى مشروعات إسكان تليق بالكويت وأهلها.. أملنا كبير في أن نشهد نهضة عمرانية حديثة تليق بالكويت وأبنائها.