بداية نحمد الله تعالى أن بلغنا شهر رمضان المبارك، ونسأله عز وجل أن يتقبل منا ومن جميع المسلمين صيامه وقيامه وصالح الأعمال، ونهنئ الكويت قيادة وشعبا بهذا الشهر الفضيل.
ومع قدوم شهر رمضان كل عام تظهر أمور بذات الصورة، إذ تبدأ أسعار الكثير من السلع بالارتفاع، وتزداد الزحمة في الشوارع، وما إلى ذلك، لكن هذا العام نلاحظ ارتفاعا كبيرا وغير مسبوق في أسعار السلع الاستهلاكية على اختلاف أنواعها سواء كانت مواد غذائية أو ملابس أو مواد تنظيف وبنسب ليست قليلة، والجميع يقول بسبب الحرب الروسية على أوكرانيا وما رافقها من ظروف اقتصادية والتأثير على الكثير من السلع، والتي قد لا تكون لها أي علاقة بتلك الحرب.
ونستغرب رفع أسعار الأعلاف خلال فترة وجيزة من الحرب وبنسب عالية، وهذا الأمر لا يجوز مهما كانت مبرراته، حيث إنه يشكل عبئا كبيرا على مربي الثروة الحيوانية وبالتالي على أسعار اللحوم ومنتجات الألبان، والذي سيكون المواطن أول المتضررين منه لأن المربين سيرفعون أسعار المواشي على محلات الجزارة والذين بدورهم سيرفعون أسعارهم وهكذا حتى يكون المستهلك هو الضحية في النهاية، فلماذا لا يكون دعم الأعلاف بشكل أكبر حتى يستطيع المربون متابعة عملهم من دون خسائر وكي لا يكون هناك مبرر لرفع الأسعار بعيدا عن الجشع والطمع.
وكم كنا نتمنى أن يتم صرف منحة المتقاعدين قبل حلول شهر رمضان، إذ كانوا ينتظرون إقرارها وصرفها غير أن هناك من يسعى دوما لتعطيل الصالح العام، ويبررون أفعالهم بأن ذلك سيؤثر على التأمينات وأرباحها بعد أن كانوا قد أعلنوا سابقا أن المؤسسة رابحة وأن هذه المنحة مجرد جزء من تلك الأرباح، ونتساءل لماذا هذه المماطلة والمساومة؟ ونتمنى من الجميع الالتزام بتوجيهات سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، وأن يتم الصرف للمتقاعدين الذين يستحقون أكثر من ذلك، ولتدخل الفرحة إلى قلوبهم وقلوب أسرهم في هذا الشهر الكريم، ونعتقد أنه لا توجد أسرة كويتية إلا وفيها متقاعد أو أكثر.. أعطوهم حقوقهم وأفرحوهم قبل أن ينتقلوا إلى بارئهم ويصبحوا خصوما لكم أمام الواحد القهار (يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم)، والحكومة تقدمت باستقالتها وما شفنا شيء!
ورسالة منا إلى الجمعيات الخيرية والمبرات الكثيرة التي يزداد نشاطها في شهر رمضان، نرجوكم التركيز على المحتاجين والأسر المتعففة داخل الكويت أولا، فهناك أرامل ومطلقات وذوو احتياجات خاصة من المواطنين ومن الإخوة البدون والمقيمين معنا على هذه الأرض الطيبة، ثم الانتقال إلى الخارج، وأن تكون هناك متابعة حقيقية للحالات الأكثر احتياجا، وجزى الله الداعمين والمتطوعين والعاملين عليها خيرا، وفرّج عن المهمومين والمكروبين والمحتاجين.