نحمد الله تعالى على أننا في الكويت قادرون على تنويع أعمال الخير سواء من الدولة أو الجمعيات الخيرية والإنسانية التي يقف وراءها مواطنون ومواطنات من أصحاب الأيادي البيضاء من الحريصين على عمل الخير ومساعدة المحتاجين وإغاثة الملهوفين ومد يد العون للشعوب المنكوبة بسبب الحروب والكوارث التي تصيب بلدانها، والتي لو فردنا لها صفحات لما كفت حتى أطلق على الكويت بلد الإنسانية.
ومؤخرا أصدر وزير الشؤون الاجتماعية والتنمية المجتمعية ووزير الدولة لشؤون الإسكان والتطوير العمراني مبارك العرو قرارا وزاريا بإشهار مبرة «مطير» الخيرية، حيث قامت الوزارة بتسجيل المبرة ومقرها الكويت بهدف تقديم المنح الدراسية للمتفوقين من أبناء الكويت والدول العربية والإسلامية والجوائز التقديرية للباحثين والمتفوقين في المجالات الدينية والأدبية والعلمية والاجتماعية والفنية وتوزيع الصدقات والزكاة على الأسر المتعففة والمحتاجين والأرامل وذوي الدخل الضعيف وأعمال النفع العام بموافقة الوزارة.
ونسأل الله تعالى أن يكون تأسيس هذه المبرة في ميزان حسنات المؤسسين لها، ونتمنى أن تنجح بتحقيق أهدافها وتكون بذرة خير تنمو لتصل ثمارها على المستحقين من طلبة العلم والمحتاجين بداية من الكويت وصولا إلى الإخوة في البلدان العربية والإسلامية وبما يسهم في إغاثتهم وفك كربهم والتخفيف من معاناتهم في أي من المجالات التي يحتاجون فيها إلى المساعدة والتي تكون بالتنسيق مع الجهات المعنية وفي مقدمتها وزارة الخارجية وسفاراتنا في الخارج، وكذلك مع جمعية الهلال الأحمر الكويتية.
كما نتمنى من جميع أبناء الكويت دعم أعمال المبرات الخيرية القريبة منهم سواء إذا كانت تابعة للقبيلة أو غيرها من المسميات وأن يساهموا في نجاح أعمالها وتنفيذ مشروعاتها الخيرية لتعم الفائدة على الجميع ولرفع الحرج عن الفقراء والمساكين الذين يعيشون معنا بداية ثم الأبعد فالأبعد، والله لا يضيع أجر المحسنين.
نعم هناك الكثير من المبرات الخيرية في الكويت وهذا دليل على حب الناس للعطاء والبذل، ولن تنجح من دون دعم الناس لها، والذي يكون بداية بإخراج زكاة المال والصدقات من جهة والتبرع للمشاريع والأعمال التي تقوم بها تلك المبرات والجمعيات الخيرية التي تسجل نجاحات كبيرة بإسهاماتها المميزة وبدعم من أصحاب الأيادي البيضاء والخيرين من أبناء كويتنا الغالية الذي جبلوا على حب الخير منذ القدم ومهما كانت ظروفهم صعبة.
نترحم في هذه الأيام المباركة من الشهر الفضيل على ابن العم موسى أبوطفرة، رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته، والذي رحل عنا في 31 مارس 2019، خلال تواجده برفقة والدته في رحلة العلاج آنذاك، وما جعلني أعيد ذكرى «بوحمد» ما يتمتع به من سمعة طيبة عند كل من عرفوه من أهل وأصدقاء وزملاء بأدبه وطيبته وفزعته والتزامه وحبه للخير ومساعدة الآخرين، سائلين الله تعالى أن يسير أبناؤه على دربه وأن يحافظوا على سيرة والدهم العطرة وهم «كفو» بإذن الله تعالى.
اللهم ارحم واغفر لمن كانت آخر لحظات حياته البر بوالدته، وأنت خير الراحمين.