بعد ضغوط عشناها لأربعة أشهر انقضت في ظل بلاء إلهي ارتضيناه جميعا، ورغم الأعصاب المحروقة والأحزمة المشدودة والتعاون منقطع النظير من أبناء هذا الوطن والمقيمين على أرضه، رأى الجميع كيف بدأ كوكبنا بفتح ما أغلق بسبب الجائحة الكورونية، وصرنا نتلقف أخبار سياسات إعادة الحياة إلى الطبيعة مجددا.. وكأن الله أذن لحالات الضيق والهلع والخوف وترقب القرارات أن تتلاشى وتنتهي صورتها القاتمة في الأعين التي تتحدث والنفوس التي بدا عليها كل ما سبق.
بعد هذا كله، لاتزال ممارسات التضييق والخناق تمارس على المواطنين بأشكال وألوان مختلفة، لتضاف إلى الهموم التي عاشوها ومازالوا، وآخر تلك الفصول الخانقة إلزام المسافرين الباحثين عن الهواء بإثبات سلبية فحص كورونا من مختبر في القطاع الخاص سيسحب من جيب كل مسافر 40 دينارا، جزاء وفاقا لكل من يتطلع إلى قضاء عطلة أو البحث عن «شمة هواء» أو حتى العلاج أو لأي سبب من الأسباب.
نعم، فقط مختبر واحد من القطاع الخاص سيتمكن من اقتطاع رسوم الفحص من أسرة مكونة من 10 أفراد بواقع 400 دينار، ولا يوجد في البلد إلا هذا الولد - مع احترامي الشديد المبالغ فيه لكل من يدعم الدولة أو يساندها في مثل هذه الظروف - ولو ضربت 10 آلاف مسافر يوميا في 40 دينار لكان الناتج 400 ألف دينار يوميا.
ألا يكفينا ما عشناه من ضغوط لنعيش ضغوطا أخرى؟! لماذا لا تتكفل الدولة بهذه الرسوم خصوصا في ظل هذه الظروف القاسية التي استنزفت المدخرات وأفقرت بعض العائلات؟!
الحديث في وسائل التواصل الاجتماعي «حامي الوطيس» وذو ضجة كبيرة، والكثيرون يرون أن الموضوع مشوب بغبار «تنفيع لجهة خاصة» وتضييق الخناق على الراغبين في السفر، وإذا أردنا نفي هذه الشكوك «الظالمة» فإن السؤال يتبادر: لماذا لم يتم تأهيل مختبرات خاصة أخرى طوال الفترة الماضية بحيث تساند ذلك المختبر «الولد الشاطر» صاحب براءة الاختراع في فحص «كورونا»، خصوصا أن هناك الكثيرين ممن يريدون السفر للخروج من الحالة التي كانوا يعيشونها أو للاطمئنان على أبنائهم أو لغرض التجارة أو السياحة، وهذا حق لكل مواطن.
زبدة القول: إلى وزير الصحة: جميع من على هذه الأرض يكن لك الاحترام، وحق لك ذلك، لكنهم جميعا يتمنون منك أن تبقى على خطك المتوازن ورأفتك بجيب المواطن والمقيم بعد أن رأينا من بعض التجار والمتنفذين ممارسات استغلالية للأزمة، من بين فصولها: البحث عن خيشة البصل وارتفاع سعر علبة الكمامات، فضلا عن التخبطات المتنوعة التي عاشها وطننا خلال الأزمة.
٭ آخر الكلام: عيون الكويتيين وقلوبهم مع صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله ورعاه، نسأل الله أن يعيد سموه إلينا بموفور الصحة والعافية وأن يجعل عودته الميمونة بشارة لرفع القيود وعودة الحياة من جديد إلى الكويت، حفظ الله الكويت وأميرها وشعبها من كل سوء.