أعلم أن مقالتي هذي ستلاقي العديد من الاستياء والرفض من قبل مدعي الوطنية، لكن هذا هو رأيي الخاص وأنا على يقين وثقة كاملة تامة بأن كل ما سأتحدث عنه ما هو إلا شعور كل إنسان وطني يحب تراب هذا الوطن.
لقد فقدت الوطنية معناها الحقيقي وأصبحت مجرد كلمة تتردد على طرف لسان بعض الأشخاص لتشبع ضميرهم كونهم كويتيي الأصل. إلا أن أفعالهم تدل على أنهم غرباء في هذا الوطن، إن الوطنية هي إحساس حقيقي نابع من داخل الإنسان مذيل بالأفعال تجاه المسؤولية للدفاع عن هذا الوطن، الوطنية هي الإخلاص في العمل، الوطنية هي تطبيق النظام، الوطنية هي التضحية بكل غال ونفيس، الوطنية هي حب الأمير وطاعته. ان الوطنية سلوك يتمثل، وليس مزايدة تتبدل، إنه محبة تشع، وليس منافقة تغتصب، ان الوطنية ليست كلمات تكتب للدفاع عن الوطن دفاعا ليس فيه إلا بلاهة الحماس، وغباء الولاء. سيدي القارئ، إن مجرد استيقاظك في الصباح الباكر وإحساسك بالسعادة والفخر بأنك مواطن كويتي فما هو إلا شعور نابع من شخص وطني، إن شعورك بالخوف والغيرة على هذا الوطن ما هو الا شعور إنسان وطني يحب الكويت، إن مشاركتك في جمعيات خيرية وتطوعية لخدمة هذا الوطن ما هي الا شعور ودافع نابع من إنسان وطني يحب هذا الوطن، إن عدم سكوتك على ما تراه يضر مصلحة هذا الوطن ومشاركتك في تصحيحه بحدود الأدب والنظام والاحترام ما هو إلا فعل إنسان وطني يحب هذا الوطن، إن شعورك بأن الوطن هو بيتك الكبير وكل ما لا ترضاه على بيتك الصغير لا ترضاه على بيتك الكبير (الوطن) ما هو الا شعور إنسان وطني.
حان الوقت لأن يقوم الجميع بمراجعة وطنيته، فإهمالك لعملك وعدم الإخلاص فيه ومساهمتك في الفساد بأي طريقة كانت دليل عدم الوطنية، متى خنت الوطن وغدرت به، فأنت خائن، متى أخذت ما لا تستحقه دون وجه حق فهو دليل عدم وطنيتك، متى رأيت الفساد وسكت فدليل على عدم وطنيتك، متى خرجت عن نطاق الأدب والاحترام ونثر الكلمات البذيئة والسب والقذف والتشهير دليل عدم وطنيتك. ليس الفخر بأن تردد النشيد الوطني او أن تحيي العلم لكي تثبت وطنيتك بل اعلم بأن الوطنية تكمن داخل القلب الذي يملأه الشعور بالحب والتضحية لهذا الوطن وتترجمها أفعالك النبيلة التي قد تقدمها للكويت بأي طريقة كانت.
ها نحن اليوم أمام أكبر فرصة لإثبات وطنيتنا وحبنا للكويت، بل نحن بصدد تحديد مسار مستقبل الكويت وأمنها وأمانها ونهضتها واستقرارها السياسي، انها أكبر أمانة وحق منح لنا، انها امانة اختيار من سيمثلنا بمجلس الامة القادم، إنهم نواب ونائبات المستقبل. هذه المرة نحن من سنبني مستقبلا جديدا للكويت بعيدا عن المجاملات وبعيدا عن الاختيارات العشوائية او اختيارات تفرض علينا من قبل الاهل، الاصدقاء، او اي طرف آخر. وليعلم الجميع بأن صوتنا أمانة. أنت وأنا وجميعنا اليوم بين أيدينا أن نحقق الحلم الذي طالما انتظرناه، حلم اختيار نواب أمناء شرفاء ذوي فكر، نواب همهم الأول الكويت ومصلحة الكويت وليست مصالحهم الشخصية. انت من سيصنع عهدا جديدا وكويتا جديدة، وتذكر ان الكويت فوق كل اعتبار، فمن ستختار؟ لا تقلق، وطنيتك هي من سيدلك على نائب المستقبل بإذن الله.
[email protected] - twitter:- @falarbash