لكل مجتمع ثقافة يتعامل من خلالها مع ما يسخر له من إمكانيات معيشية وتكنولوجية تكون شاهدا على مستواه الثقافي فمن خلال تعامله مع تلك الإمكانيات تقاس ثقافته المجتمعية.
والمجتمع الكويتي في رغد من العيش من الناحية المادية والتكنولوجية كذلك ويمتلك ثقافة خاصة به لا تجدها في مجتمعات أخرى لديها مثل تلك الإمكانيات، فالمجتمع في رغد مادي ولكن لا يشعر الفرد فيه بتلك البحبوحة المادية، لديه دخل عال بالنسبة لمجتمعات مجاورة ولا توجد عليه التزامات للدولة كضريبة دخل أو رسوم تعليم وعلاج إلا ما ألزم نفسه به من خلال لجوئه الى التعليم الخاص والعلاج في المستشفيات الخاصة، مع ذلك تتحمل الدولة أعباء كثيرة عنه كالعلاوة الاجتماعية التي لا تجدها في أي دولة أخرى غير الكويت، بهذا التفصيل الدقيق كعلاوة الأولاد والمطلقة والأرملة والعانس والطلبة، فالخير كثير والشكر قليل، ومع ذلك كله لا تجد المواطن ملتزما بسداد ما عليه للحكومة من فواتير هواتف وكهرباء وماء ومخالفات مرورية وتجده يتهرب منها بشكل مريع، وفي المقابل يحرص أشد الحرص على السفر للسياحة بمبالغ عالية، ترفيها عن نفسه وأسرته، هذا من ناحية الثقافة المادية السائدة في المجتمع الكويتي ولا يخلو من أفراد ملتزمين بمالهم وعليهم ولكن هذا هو السائد.
أما الثقافة التكنولوجية فحدث ولا حرج، فمن خلال مواقع التواصل الاجتماعي نجد أن المجتمع الكويتي غير مسماها الى التراشق الاجتماعي وجعلها أداة هدم للمجتمع من خلال الطعن في الأعراض والذمم المالية ونشر الأكاذيب والفحش دون رقيب ولا حسيب بداعي السياسة، وهنا يصعب إظهار الفرق بين الاستخدام الخاطئ والفهم الخاطئ فثقافتنا الكويتية أربكت المحللين وعلماء النفس.. شعب يمتلك هذه الثقافة والوعي ولا تجد من يلتزم بالقانون ولكنه يخالف قانون المرور ويرمي الأوساخ بالشارع ويتجاوز النظام في أغلب الدوائر الحكومية بلا حياء!
يقول المولى عز وجل: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).
فمواطن يطالب الحكومة بتطبيق القانون وهو لا يلتزم به ويطالب الوزراء بالإصلاح وهو عنصر فساد ويوصي الولاة بالأمانة وهو أول من يخونها.. الثقافة التي نعيشها ثقافة تزيل أمما ونحتاج الى وقفة للإصلاح.. والله أعلم.
[email protected]