الشعب المصري شعب نادر جدا في طرحه وأمثاله، يعبر عن حالة السخط بطريقة ساخرة جدا تجعله مستوعبا للصدمات التي يعيشها بين وقت وآخر، ومن الأمثلة الساخرة التي أخرجها المصريون مثل «الراقصة التي رقصت على السلم لا اللي فوق شافوها ولا اللي تحت سمعوها». وينطبق المثل على من أراد أن يرضي جميع الأطراف ولم يستطع إرضاء أحد منهم. المثل هذا يشبه الحال التي تمر به حكومتنا الرشيدة حيث أبدت استعدادها لتطبيق القانون والعمل بدولة المؤسسات واحترام عمل البرلمان التشريعي الرقابي ولكن للأسف لم تجد إلا ارتفاع سقف المطالب والبعد عن الإنجاز وتفويت فرصة العمل المشترك بداعي التناحر الطائفي تارة، وأخرى بداعي الملاحقات السياسية المنفوخة إعلاميا هذا من جانب الأغلبية أما الأقلية فحدث ولا حرج، فمنهم من يقاتل من أجل مرونة الحكومة معه في بعض المشاريع ومنهم المتكسب الذي يريد ان يسمع الجماهير صوته (لو على سواد وجه) ومنهم الطائفي الذي لا مانع لديه من إشعال البلد في أي لحظة.
إضافة الى ذلك صراع أبناء الأسرة السياسي والاقتصادي والإعلامي الذي بات لا يخفى على أصغر المتابعين للشأن الداخلي، باختصار الحكومة لا تملك من أمرها شيئا سوى مواجهة الأزمات التي تولد كل يوم بشكل منظم وممنهج حتى أصبحت الحكومة حكومة ردات الفعل مع أنها تملك النية الصادقة في تصحيح مسار البلد ولديها من الوزراء من يؤمل منهم الكثير ولكن المجلس عايز يسمع ويشوف واللي تحت السلم عايزين يسمعوا ويشوفوا، والله أعلم