في نهاية العام الماضي كنت في زيارة الى مدينة فينيسيا الإيطالية أو البندقية كما تسمى سياحيا، وكنت برفقة استاذي الفاضل القارئ جزاع الصويلح، وكنا في زيارة للجالية الإسلامية هناك، ومن خلالها تعرفنا على المهندس زياد وهو سوري الأصل حاصل على الجنسية الإيطالية ويعمل مهندسا في بلدية فينيسيا، فسمح لنا مشكورا بالتعرف على تلك المدينة العائمة في البحر على عمدان خشبية متوازية منذ مئات السنين، وتطرقنا الى المخاطر البيئية التي واجهت تلك المدينة العائمة فقال: بعد التطور العالمي الكبير ومرور الزمن على تلك الأعمدة التي تقوم عليها المدينة وجدنا أن الفطريات والطحالب التي كانت الدفاع الأول لتماسك الأعمدة بدأت بالتآكل، وبحثت البلدية عن السبب في تآكل تلك الفطريات فوجدنا أن بعض مساحيق الغسيل تحتوى على الكلور الذي يسبب قتل تلك الفطريات والطحالب فاتخذت البلدية قرار بمنع أي مسحوق غسيل يحتوى على الكلور وبالفعل تم تجاوز تلك المشكلة.. أما عندنا في الكويت ولله الحمد والمنة فالطريق المؤدي الى مزارع الوفرة مع كل تغير في الطقس وموجه غبار يغلق ذلك الطريق بسبب كثبان الرمال عليه مما يتسبب في الحوادث الكارثية.
نقبل بقدرنا إذا كان الغبار والعواصف الرملية تزورنا بمعدل 180 يوما بالسنة ولكن لا نقبل ببلدية لا تعرف ماذا تفعل وليس عندها استعداد لأن تفعل شيئا البتة، نعلم بالفساد الذي دمر أجهزة كثيرة في الدولة والبلدية جزء منه ولكن لا نعلم الى متى يستمر هذا الحال، ألا يوجد أحد في البلدية يضع حدا لمشكلة طريق أم صفق الذي تكسوه الرمال بسبب تساويه مع الأرض؟! ألا يوجد أحد في البلدية أو الأشغال فكر فقط في طرح حلول لتلك المشكلة بوضع حواجز ترابية على جانب الطريق لسد تكون الرمال؟! هل يعلم إخواننا في البلدية والأشغال أن معظم الصيف في الكويت غبار وطوز؟ غير الكرافات اللي تشيل كثبان الرمال ما افتكر عندنا حل .. والله أعلم!