قال تعالى (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)، إذا أردنا أن نتأمل في هذه الآية الكريمة وعمن تتحدث فستجد فيها الكثير، فهي تتحدث عن سيدنا وحبيبنا أشرف خلق الله محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين فقد بعثه الله عز وجل رحمة للإنسان والحيوان والجمادات وهو رحمة الله للعالمين والأدلة على رحمة نبينا كثيرة.
ففي الحديث الذي رواه أحمد وأبو داود عن عبدالله بن جعفر رضي الله عنهما قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم حائطا لرجل من الأنصار، فإذا فيه جمل، فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم حن وذرفت عيناه، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم فمسح سراته وذفراه فسكن، فقال: «من رب هذا الجمل؟ لمن هذا الجمل؟» فجاء فتى من الأنصار، فقال: هو لي يا رسول الله، قال له: هل تتقي الله في هذه البهيمة التي ملكك الله إياها، فشكى إلي تجيعه وتدئبه.
كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب في مسجده ويتكئ على جذع نخلة فلما وضع له منبرا وقام خطيبا صلى الله عليه وسلم بكى الجذع لفراق الحبيب فنزل الرحمة المهداة والنعمة المسداة فجعل يهدئه بيده الشريفة على ذلك الجذع ويضمه حتى يسكنه فما تركه حتى سكن.
كما وسعت رحمته صلى الله عليه وسلم خصومه وأعداءه الذين آذوه وكذبوه حتى نصره الله عليهم، فبعد أن دخل مكة فاتحا وطوق الحرم بالجيش، قال لهم «ما ترون أني فاعل بكم» قالوا: أخ كريم وابن أخ كريم، قال: «اذهبوا فأنتم الطلقاء»، فيبكي أبو سيفان بن حرب وقال «لا إله إلا الله» وما أرحمك وما أبرك وما أوصلك..
يا رحمة للعاملين بعطفه
نصر الضعيف فأنصف الإنسان
فبأبي وأمي أنت يا رسول الله.. هذه بعض الصور من رحمة رسولنا الكريم اسأل الله أن يرحمنا برحمته الواسعة وأن نشرب من يد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم شربة هنيئة لا نظمأ بعدها أبدا.