المقصود بالمعروف هو فعل الخير وإهداء هذا الخير للعباد، سواء كان هذا الفعل بقضاء مصالح الناس أو التصدق على محتاج أو سداد دين أو مصالحة متخاصمين أو زيارة مريض وغيرها من أعمال المعروف.
والأدلة على صناعة المعروف كثيرة حيث قال الله تعالى: (يأيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون ـ الحج:77).
وقال تعالى: (لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما ـ سورة النساء: 114).
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم «كل معروف صدقة».
وقال صلى الله عليه وسلم «ما من مسلم يغرس غرسا إلا كان ما أكل منه له صدقة وما سرق منه له صدقة، وما أكل السبع منه فهو له صدقة، وما أكلت الطير فهو له صدقة ولا يرزؤه أحد إلا كان له صدقة».
كما أن الله عز وجل حذر من ترك صناعة المعروف حيث قال تعالى: (فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون الذين هم يراءون ويمنعون الماعون ـ سورة الماعون).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم، فذكر منهم: رجل منع فضل ماء، فيقول الله اليوم أمنعك فضلي كما منعت فضل ما لم تعمل يداك».
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم «دخلت امرأة النار في هرة ربطتها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض».
وهذه بعض صور الأنبياء وصناعتهم للمعروف فهم قضوا معظم حياتهم في دعوة الناس وهدايتهم للخير، فإبراهيم الخليل بلغ المنزلة بصناعته للمعروف فقد روى البيهقي في الشعب بسنده إلى عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يا جبريل لم اتخذ الله إبراهيم خليلا؟» قال: «لإطعامه الطعام يا محمد».
وموسى عليه السلام، لما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون ووجد من دونهم امرأتين تذودان قال ما خطبكما قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير، فسقى لهما ثم تولى إلى الظل فقال رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير.
لكل عمل ثمرة وثمرة صناعة المعروف كثيره وأجرها كبير ومنها أنها تصرف البلاء وسوء القضاء في الدنيا ودخول الجنة ومغفرة الذنوب والنجاة من عذاب وأهوال الآخرة فلنسارع إلى عمل المعروف مع أهلنا وأصدقائنا والمسلمين، فتكون لهم فرح ولنا الأجر من رب العالمين.
[email protected]