فقدت الكويت يوم الجمعة التاسع من ذي الحجة الموافق 3 أكتوبر 2014 أحد رجالها الخلوقين المخلصين، وخسر الجيش الكويتي واحدا من أبرز قادته فكرا وعطاء وتفانيا بالعمل، انه معاون رئيس الأركان للعمليات والخطط اللواء الركن بدر حجي إبراهيم المزين، رحمه الله، أوجع رحيله المفاجئ قلوبنا أبناء أسرة المزين، كما أوجع قلوب محبيه من أصحابه وزملائه، لكن لا نقول إلا ما يرضي ربنا سبحانه وتعالى «إنا لله وإنا إليه راجعون»، رحلت يا بوناصر عن دنيانا، وستبقى ذكراك العطرة في قلوبنا، وستكون في دعائنا ما بقينا أحياء.
بوناصر لم يكن ابن عم فقط، بل كان أخا كبيرا وعضيدا وسندا وقدوة راقي الأخلاق كريما وطيب النفس بارا بوالديه محبا لأسرته ولأقربائه رغم مشاغل الحياة، وكان من أنبل صفاته حسن الظن بالآخرين والتماس العذر لهم، خدوما للقريب والبعيد، محبا ومخلصا لوطنه، عمل بكل إخلاص وبصمت بعيدا عن الأضواء، وكان واضحا محبة الناس له من خلال الأعداد الكبيرة جدا من المعزين.
سبحان الله، يرجع شريط الذكريات بعد وقوع هذه الفاجعة وكأنه بالأمس القريب، حيث أتذكر عندما تخرج في الكلية العسكرية برتبة ملازم أول، وكنا فرحين بهذه المناسبة وفخورين بابن عمنا وهو بالزي العسكري، كنا نرى في عيونه، رحمه الله، الفرحة والسرور لنيل شرف خدمة وطنه تماما واستكمالا لمن سبقه من أسرتنا في هذا المجال في الجيش الحديث وأيضا في التاريخ القديم قبل إنشاء الجيش الكويتي.
فتسلم الراية بعد الشهيد الأسير اللواء عبدالوهاب المزين، رحمه الله، امتدادا لراعي البيرق المرحوم بإذن الله إبراهيم عبدالله المزين ومن قبله الآباء والأجداد عبر تاريخ الكويت دفاعا عن تراب الوطن وأهله مع إخوانهم أهل الديرة.
عزاؤنا هو رحيلك في يوم الجمعة ويوم عرفة وهو أفضل أيام الله في الأرض لقوله تعالى (والفجر وليال عشر).
وبعدما أديت صلاة الفجر صائما محتسبا الأجر على الله، يقول النبي صلى الله عليه وسلم «من صلى الفجر فهو في ذمة الله» (رواه مسلم) ومن كان في ذمة الله فهو الخير كله، فهنيئا لك حسن الخاتمة، ولنا الصبر والسلوان وحسن العزاء، أقول لعمي الغالي حجي إبراهيم المزين أطال الله في عمره، كل أبناء أسرتنا أبناؤك، ولن أقول لا تحزن على الفراق لكن أقول احتسب الأجر على الله، ونقول إننا يا بدر على فراقك لمحزونون.
[email protected]