كثر الكلام عن إنشاء قناة المجلس، وعن جدوى انطلاقها وفائدتها، ولماذا لا تخضع القناة لقانون المرئي والمقروء والمسموع، وعن تكلفتها على الميزانية في ظل سياسة شد الحزام إثر انخفاض أسعار البترول بنسبة 50%، أسئلة مشروعة ومن حق المواطنين أن يطرحوها، وواجب على القائمين عليها الإجابة عن هذه التساؤلات.
إلا أن فكرة إنشاء قناة برلمانية كانت قديمة، وكانت هذه الفكرة بين المد والجزر في مجالس سابقة، هناك من يرى أن وجود قناة سوف يعرض أسرار المجلس بشكل مكشوف تماما، وأنه سوف يزيد من الاستعراضات النيابية، وهناك من يرى من حق الشعب أن يعلم ما يدور تحت قبة مجلسهم الذي انتخبوه، إلى أن أتى هذا المجلس وأنشئت هذه القناة بإصرار ومتابعة من رئيس المجلس الحالي السيد مرزوق الغانم.
قناة المجلس فكرتها ممتازة برأيي الشخصي، لكن هناك أخطاء في التنفيذ، أو بشكل أدق الرؤية جميلة لكن الأسلوب ليس بالمستوى المأمول، حيث ان القناة ليست لديها هوية واضحة، فهي مزيج من المقابلات الشخصية ونقل بعض اجتماعات اللجان بشكل ممل ودون فائدة، كما أن نقل ما يدور في جلسات المجلس تأتي متأخرة وتكون مسجلة وليس مباشرة، والبرامج الأخرى تعطي المشاهد الشعور وكأن الهدف هو فقط البث وليست الشفافية وإيصال المعلومة وتثقيف المشاهد بشكل منهجي ومدروس.
وهذه بعض الاقتراحات أقدمها للقناة، تحديد هوية القناة وهدفها أولا، أما ما يخص برامجها، فيجب بث الجلسات في نفس يوم عقد الجلسة، وليس على شكل أجزاء في أوقات متفرقة، أما بخصوص نقل اجتماعات اللجان الطويلة والمملة، فالبديل هو تلخيص ما دار في هذه اللجان، ووجود مختصين لتحليل قراراتها، وهذا أيضا ينسحب على جلسات المجلس، كما يكون التركيز المنهجي والمدروس لتثقيف الشعب عن الدستور ومواده بالإضافة إلى تحديد أهداف البرامج الحوارية، هل هي للإثارة؟
فقناة المجلس ليست تجارية من أجل جلب الإثارة، كما يجب التركيز على تاريخ الكويت منذ نشأتها إلى يومنا هذا والتركيز على الهوية الكويتية والمساهمة في انصهار الجميع لثوابتنا الوطنية، والبعد عن التصنيفات الاجتماعية والمذهبية للمجتمع المفتعلة والتي مع الأسف ساهمت بعض وسائل الإعلام في تأصيلها في نفوس الناس.
[email protected]