جبل أهل الكويت على العمل الخيري منذ القدم وعبر التاريخ الكويتي المشرف، فسبحان الله هذه النعمة والخصلة كأنها تورث عبر الأجيال، فأهل الديرة يعشقون عمل الخير بكل أنواعه، والديرة تزخر بهؤلاء المخلصين، من أفراد ومؤسسات وهيئات وجمعيات خيرية، شعارهم العمل لوجه الله عز وجل.
ومن هذه الأعمال الخيرية الطيبة المباركة المعروفة بالكويت «عشبة البرجس»، والقائم عليها الأخ الفاضل برجس أحمد البرجس، الذي بدأ مشواره عندما أصيب بدسك في الرقبة، وحاول علاجه بشتى الطرق ولم يكتب له الشفاء، وبالمصادفة قال له أحد أصدقائه لماذا لا تجرب العلاج الشعبي، ودله على المعالج الشعبي في منطقة جبلية نائية على الحدود السورية ـ التركية، فاتجه الأخ برجس البرجس إلى هناك، وعولج عند هذا المعالج الكبير في السن بهذه العشبة، وبعدها منّ الله عليه بالشفاء.
وعندما أتى إلى الكويت ذهب إلى طبيبه، وعمل أشعة الرنين المغناطيسي، وكانت الصدمة على وجه الطبيب، كيف يا برجس؟ أنت الآن سليم، وقارن بين الأشعتين القديمة والجديدة لكي يرى هذا الشفاء، وشرح الأخ برجس للطبيب قصته، وكما ذكرت آنفا، بأن أهل الكويت يعشقون العمل الخيري لوجه الله، فقرر الأخ برجس، علاج الناس لمن يرغب، لا فرق بين مواطن أو مقيم، مسلم أو غير مسلم، فهدف بوأحمد هو عمل الخير وبالمجان، وللعلم العشبة تعالج كثيرا من الأمراض، بل أكثر من ذلك فالأخت الفاضلة أم أحمد أيضا تعالج النساء، ويتم هذا في منزلهم الشخصي طوال الأسبوع.
وعندما سمع الشيخ فهد سالم العلي الصباح بهذا الموضوع، تبنى هذا العمل الخيري وتحمل جميع التكاليف المادية والمعنوية بالكامل، واستمر الحال، إلى أن تبرع الشيخ فهد بمقر كبير وحديث فيه جميع الاحتياجات بشكل فني وإداري ناجح، من قاعة انتظار كبيرة ومجهزة بأمور الضيافة، وغرف كبيرة مجهزة بالكامل للعلاج، تستوعب أعدادا كبيرة مع ضمان الخصوصية.
تم افتتاح المقر الجديد الوقفي يوم الاثنين الماضي بتاريخ 9/2/2015 برعاية وحضور الشيخ فهد سالم العلي، وحضور ما يقارب الألفي شخص ممن يريد العلاج، وكذلك شخصيات معروفة بالعمل الخيري مثل الأخ عبدالمحسن الخرافي، والذي أشاد بهذا العمل الخيري الوقفي، بالإضافة إلى وسائل الإعلام المختلفة.
هنيئا لك يا شيخ فهد على هذا العمل الإنساني النبيل وهنيئا لك دعوات الناس، وقد رأيت ذلك بنفسي ورأيت كيف التف المئات من الناس لشكرك والسلام عليك وسط أصوات الدعاء لك، والتي ارتفعت إلى السماء بإذنه تعالى، وهنيئا لك تلك الابتسامة والسكينة والانشراح عندما التف الناس حولك، فهذه اللذة والطمأنينة والفرح هي من بركة الصدقة، والتي لا يشعر بها إلا أهل الصدقات، وأنت منهم، وهذه الأعمال ليست غريبة على أسرتكم الكريمة، فوالدكم عميد الأسرة سمو الشيخ سالم العلي، له بصمات كثيرة في العمل الخيري، فجزاكم الله خير الجزاء وجعله في ميزان حسناتكم.
[email protected]