انطلقت «عاصفة الحزم» في تاريخ 26 مارس 2015 في مفاجأة للعالم على قدرة دول التعاون الخليجي بقيادة السعودية على قلب موازين القوى على المستوى الإقليمي وبالتحديد مع إيران، حيث كانت تعتقد الدول الكبرى، ومنها أميركا، أن إيران هي القوة المهيمنة على منطقه الخليج العربي حتى أتت الصدمة المدوية «عاصفه الحزم».
اعتقدت أميركا أو بالأحرى أرادت أن تكون إيران شرطي الخليج، وفى الحقيقة أثبتت التدخلات الفارسية في الشأن العربي أنها بلطجي الخليج، فأينما يكون هناك نفوذ إيراني لا ترى إلا الدمار والانقسام والشتات، فهذا العراق الذي لم يعرف الطائفية، حيث ان المجتمع متداخل ومتجانس، أصبح المشهد قذرا للغاية فلم تراع الوطنية والانتماء الأصيل للأرض بل أدخل الفرس نفسهم وحقدهم على كل ما هو عربي، فجعلت الدماء تسيل باسم الدين والمذهب، وفي الحقيقة هو الكره للعرب، نذهب إلى سورية ذلك البلد الجميل نرى المشهد نفسه، وكذلك بدأ هذا النفس الدخيل على اليمن، والى لبنان حيث يسيطر حزب إيران على مفاصل الحكم فهو دولة داخل دولة.
وهنا في الكويت، ونحن بعلاقة جيدة مع إيران، نكتشف أن هذه العلاقة الطيبة ليست الا من طرف واحد وهو من جانبنا، فكيف تكون العلاقات متينة وترسل إيران خليتها التجسسية التي تم إلقاء القبض عليها وصدرت بحقها أحكام قضائية، دول الخليج العربي كافة هي دول مسالمة محبة للسلام وتؤمن بحسن الجوار مع إيران، إلا أن الطرف الإيراني لا يؤمن بهذا.
«عاصفه الحزم» غيرت قواعد اللعبة في المنطقة منذ لحظة انطلاقها، فأيقن العالم أن للعرب قوة وقدرة وثقلا عربيا إسلاميا ودوليا لا يستهان به أبدا، إلا من غبي أو متعجرف متكبر، وإذا إيران كانت تريد تطويق الجزيرة العربية بمدها الفارسي المغلف زورا وبهتانا باسم الطائفية الدخيلة على بيتنا العربي، فلتنظر من حولها وتفكر جيدا، فحدودها مع باكستان وأفغانستان، وتركمانستان، وأذربيجان، وتركيا، وحتى ارمينا، وتركيبتها الإثنية والعرقية والدينية، ولتعي النفوذ الخليجي العربي الاستراتيجي مع هذه الدول، بالإضافة الى النفوذ على القوميات التي داخل العمق الإيراني.. واللبيب بالإشارة يفهم. ان الحزم الخليجي العربي الاستراتيجي أرسى قواعد مستحقة منذ أمد بعيد، لكن أن تصل متأخرا خير من ألا تصل أبدا.. فالخيار لك يا إيران، فإما علاقات أخوية طيبة ومتوازنة، مبنية على القواسم المشتركة وهي كثيرة، وإما مواجهة المرحلة الثانية من عاصفة الحزم وهي الكارت الأحمر، والتي باعتقادي ستجعل إيران تدور في حلقة مفرغة لعشرات السنين.
ندعو الله العزيز القدير أن ينصرنا في عاصفة الحزم وإرجاع الشرعية لأهلنا باليمن، وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم.
[email protected] - [email protected]