نعم إرهاب الشوارع، والذي لن يكون أحد محصنا منه مهما علا شأنه، السياسي، الاقتصادي أو الاجتماعي، فالجميع معرض لحوادث مرورية قاتلة بلمح البصر، بسبب ما يحصل بشوارع الكويت من استهتار ورعونة وإهمال وقلة ذوق وعدم الانتباه بسبب الموبايل والتعرج وعدم التقيد بأساسيات القيادة العامة والتي هي متشابهة في أغلب دول العالم، أصبح الوضع في شوارع الكويت من دون مبالغة الداخل مفقود والخارج مولود، من هول وكثرة المخالفات الجسيمة ومنها السرعة بتهور.
معالي وزير الداخلية، أوجه كلامي لك مباشرة لأن القرار عندك، مع باقي قيادات الوزارة لإحداث نقلة نوعية بالثقافة المرورية بالكويت، وإعادة النظر بالفلسفة المرورية لرجال المرور، أولا أود أن أشكر الوزارة من أعلى الهرم إلى أصغر موظف على جهودكم الجبارة في مكافحة الإرهاب والمخدرات، التي هي محل تقدير وفخر لكل الكويتيين، لكن اسمح لي يا بوخالد، الوضع المروري بالكويت مروع ومخيف ومدمر، وهو فعلا إرهاب من نوع آخر وهو إرهاب الشوارع.
لا أحد يشك بإخلاص وتفاني رجال المرور، لكن الموضوع هو إدارة حديثة صحيحة، وتدريب عالي المستوى وأنا برأيي الشخصي ليس بالمستوى المطلوب، الثقافة تأتي من البيت أو المدارس هذا صحيح، لكن أيضا سيف القانون هو من يرسخ هذه الثقافة من خلال تفعيله وتطبيق روح القانون.
هل يعقل ان الشيء الوحيد بالخطوط السريعة فقط الكاميرات؟ وان تواجدت الدوريات فهو ثبات أمني فقط من غير فاعلية، يا وزير الداخلية، الشوارع بالكويت حلبة سباق، سرعة فائقة من كل الاتجاهات، استهتار، فلا يوجد تقيد بالخطوط الأرضية، ولا تفاوت السرعات فيها، فأقصى اليمين أو الوسط أو أقصى الشمال كلها سرعة جنونية، أبسط قواعد المرور لا تطبق من الجميع كبارا وشبابا، رجالا ونساء، مواطنين ووافدين، الموضوع باختصار فوضى عارمة وإرهاب شوارع، ولا يوجد فاعلية لرجال المرور بهذا الخصوص، غير تصريح وزارتكم بأنها أدخلت خزينة الدولة ملايين الدنانير من المخالفات وكأنه إنجاز، اسمح لي يا بوخالد أن الوزارة فشلت في ضبط الإيقاع المروري، والدليل أن نسبة الحوادث بالكويت هي 1.2 قتيل يوميا ومقتل 365 شخصا في العام 2015 الذي لم ينته حتى الآن. والكويت حلت الثالثة عالميا بالحوادث القاتلة.
اقتراحات وحلول أقدمها لوزارتكم، إعادة الرادار في الدوريات وتفعيله، التركيز على أساسيات القيادة مثل الخطوط الأرضية وتجاوزها، الالتزام بإشارة قف، ضرورة استعمال الإشارة في السيارة، فالملاحظ أن الإشارة لا تستعمل وكأننا في عالم الطرمان، البدء بمراقبة السرعة بالشوارع الداخلية والمناطق السكنية، والانتقال إلى الشوارع الرئيسية، لأن الضبط المروري يبدأ من الداخل إلى الخارج، إيجاد حل لموضوع استعمال الموبايل خلال القيادة، تأهيل أفراد المرور تأهيلا حقيقيا بفن التعامل مع الناس، وتطبيق روح القانون، كما يجب أن يكون رجال المرور قدوة لنا من خلال تقيدهم بقواعد المرور، فمن الملاحظ أن الناس وأفراد المرور يتصرفون بنفس الطريقة خلال القيادة، وأخيرا يا بوخالد أتمنى إعطاء الدعم والصلاحية لأفراد المرور لمخالفة اي من كان، وزير، تاجر، شخصية عامة، المهم أن يوقف المخالف ويحرر المخالفة ليكون عبرة للآخرين، ومن الضروري أن يتم الإجراء كما هو مرسوم بقوانينكم، أتمنى أن تصل الرسالة وأن نرى الحلول سريعا فالوضع بالشوارع خطر على الجميع وهو فعلا إرهاب من نوع آخر.
[email protected]