فيصل الزامل
أتمنى أن يكون السـبب في انفـلات النقـاش في جلسـة الثلاثاء الحـزين هو أمرا عابرا، والحـقيقة انه أمر متكرر، ولم يقتصر على قضية معينة، حيث فقدنا وزراء مخلصين خلال سنوات طويلة عبر تلك المساجـلات، ما يجعل حصر ما حدث في الثلاثاء الحزين بما نوقش في تلك الجلسة هو هضما للحقيقة.
لقد نجحت جهـات مختصة بمتابعة قضـايا اختلاسات أسبانيا عـبر الملاحـقـة القضـائيـة، والمتابعـة الإدارية المخلصـة، وبالتنسـيق مع جـهـات الاختـصـاص المحلي والخارجي، وفي المقـابل تتعثـر قضية الناقـلات، والفارق هو فـي الأسلوب، ليـس اليــوم، ولـكن منذ أن بـدأت هذه القضية المشؤومة.
انه الأسلوب الذي افـقـدنا طاقات نابـغة، ممن تصـدوا أيضا لقضية الناقلات ولكنـهم كانوا هدفا لنفس المجموعة التي ترفع هذا الـشـعـار اليـوم، حـتى صـار من تصـدى للقضية مستهدفـا منهم، ومن أصحاب قضية الناقلات، في وقت واحد!
إن الفارق بين نائب يستخدم ألفـاظا نابية، لأنه قليل خبرة في بضـاعة الكلام، ونائب آخـر «يشبك» خطا مع خط، حـتى يلتبس الأمر على الناس فيتعاطفوا، معذورين، ويكونوا مادة لتنفيذ «أجندة» هي اكبر من الموضوع الذي آثارهم.
بصراحـة كاملة، هذه الحكومة محل اعـتراض ليس في وزرائهـا، ولكن فـيمن قـام بتـشكيلهـا، الأمر الذي أحدث تحالـفا بين أسلوب ديوانيـات الاثنين، مع المعتـرض على رئيس الحكومة بشخصه، ولن يعـدم هذا التحالف قضايا تثير الجمـهور، ولا يكون طرحها بغرض معالجـتها، بقدر ما هو مسـلسل اتفق على تنفيذه، عبـر سلسلة من الملفات، هذا احدها، والهدف ابعد من كل تلك الملفات.
المواطنون، الشــعب، الدولة، هم آخـر مـا يـفكر به هذا التـحالف، ولهـذا فإننا نشـعر بالألم، كـما صرح صـاحب السـمـو الأمـيـر، ونتـابع ـ بعـد التـألم ـ إلى تنبـيـه من سيكتشف متأخرا أن ألمنا وألمه كـانا وسيلة، تم استخدامها بشكل رخيص.