فيصل الزامل
أثارتني عبارة الشيخ محمد بن راشد أثناء إعلانه عن «وقف بعـشرة مليارات دولار، تديره مـؤسـسـة سـتنشـأ لدعم العـقـول الـشـابة المبـدعـة، والتــعليم والاستثمار في البنية التحتية للمعرفة».
عـبـارة الشـيخ محـمـد المثـيـرة لي: «تهدف المؤسـسة وبرامـجهـا إلى إعادة الاعتبار للفكر والمفكرين والمبدعين».
نعم يا شـيخ مـحـمـد، إن من يحـمل مـشروعـا نافعـا هو مـحل سخـرية في بلادنا، فإذا نفذه كان «وحده» باستمرار، فإذا واجه الصـعـاب ـ كـأي مشـروع ـ تكالب عليه من يهـيل التراب عليه وعلى مـشـروعـه، بكلام هـو أثقل من التـراب وأقسى من الحـجــر، بما يجــعل هذا وأمثاله عـبـرة لمن يفكر في عـمل نافع، فينصرف الناس إلى المضاربة أو العمل التـقلـيـدي في وظائف قـضــاء الوقت، واستلام الراتب.
إن سعي الشـيخ محمـد بن راشد إلى «تحفـيز بناء الشـراكات بين الحكـومات والقطاع الخـاص» شـيء جـمـيل، وهو اتجـاه آخـذ في التطـور، و«نتـمنى» أن تلتفت هذه المؤسسة إلى شـراكة «ما قبل الانطلاق» للمـشروعـات النافعـة، التي يتردد القطاع الخاص في الاستثمار بها، والنظرية المعروفة لدى المستثمرين «دع هذه الشركة الوليدة تصارع، فإذا نجحت نقـوم بشـرائهـا ونـدفع ربحـا مـجـزيا للمـؤسسين ثم نقطف الثـمرة الأكـبر من بعدهم».
يتـابع هؤلاء قـائـلين: «وأحسن من هؤلاء المشاريع الجـيدة كـفكرة وبعد أن تمر بمصـاعب المرحلة الأولى وتتـعثـر، ويضطر المؤسسون إلى البحث عن منقذ، نشتـريها لإنقاذهم مـن المطالبات، وذلك بسـداد مـا عليـهم، ونـحـقق من ورائهم أفضل الفـرص الاسـتـثـمـارية، بينمـا يكتفون هم بالسلامة».
يا شـيخ مــحـمـد، نحن فـي الكويت نشـجع أصحاب المبـادرات للـتـقـدم بأفكارهم، ونطالبهم بـدعمها بالبـيانات والدراسـة، ولأننا نؤمن بتكافؤ الفـرص بطريقـة عـرجاء، فإننا نأخـذ منهم تلك الأفكار والمشـاريع، ونعـرضـهـا للناس كافة، وتذهب في مزاد لا يتحمل المنافسة فيه صاحب المشروع، فيفقد نتائج عمله، وفكرته، ودراسـاتـه، ويقـولون له: «إذا تقدر تنافس نعطيك أفضلية بسيطة». . وهي لا تغني ولا تـسـمن، فـالحـيـتـان يبتلعونه هو و. . أفضليته!
يقول احدهم: «تقدمت بحل لا بأس به لمشكلـة الغـبـار داخل المنـازل والمكاتب، وصنعت «فلتر» يتم تركيبه على فتحات دفع الهواء بطريقة فعالة سهلة التنظيف والتغـييـر، وبأشكال تناسب الديكورات المنزلـيــة والمكاتب وبعـــد أن أثبتت الشـهادات المخـتـبرية كـفـاءته، وبدأنا التوزيع واجهتنا مشكلة تكلفة التصنيع، حـيث نستـخدم مـعدات الآخـرين، ليس لدينا ورشة، طلبنا قسيمة صناعية، ولم نتمكن مـن الحصول عليـها، نحـتاج إلى فـرن حراري، لم نـتمكن من تـوفيـره. . . توقفنا عن الانتاج لان سـعر الفلتر جعل زبائـننا مـــحـــدوديـن في الحـــالات الاضطرارية التي يدفع صاحبها أي شيء لحـمــاية أبنائه مـرضـى الربو، وهذا لا يكفي حـيث نحـتـاج إلى البـيع بسـعـر اقـتصـادي يحـقق الانتـشار، والوقـاية للأصحاء والمرضى على السواء.
يتـابع قـائلا: «بعـد توقـفنا استـمـر المرضى في الاتصال، والمطالبة بالإنتاج، وبالذات في مـواسم الغبـار، والرطوبة، حيث تزداد إقامتهم داخل الأماكن المكيفة ولكنها. . ». . انتهى.
أمثال هؤلاء كـثيـرون، وهم سعـداء بعبارة الـشيخ محمد بن راشـد «نسعى إلى إعادة الاعــتـبـار للفكـر والمفكرين والمبـدعين» شكرا جـزيلا لكل من فكر في هذه الفئة.