Note: English translation is not 100% accurate
التصنيف يرتد على صاحبه
الاثنين
2007/5/28
المصدر : الانباء
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : فيصل الزامل
فيصل الزامل
اذا كنت في مجلس أو ديوانية هل تسأل إن كان في الديوانية أحد من المذهب الحنفي أو الشافعي، واذا كان أحد من الجلوس مسيحي الديانة، هل تلتفت الى جارك وتسأله عن ديانة هذا الشخص؟!
هذه التساؤلات تحدث فقط اذا كان أحد الجالسين في ديوانية من اتباع المذهب الشيعي، ومعهم صديق من المذهب السني، أو العكس، يلتفت اليك جارك سائلا: «هذا اللي هناك، شيعي؟!».
لقد امتد هذا السلوك الى داخل كل شريحة، يحدثني أحدهم: «عزمت صديقا من قبيلة ثانية، كان الموجودون على الغداء هم اخواني، ولم يعرفوا انه من تلك القبيلة، فتحدثوا عنها سلبا، ولم أتمكن من ايقافهم، حتى قام الضيف ليغسل يديه، فلما رجع لم يجد أحدا سواي، غادروا مسرعين من الحرج بعد أن أخبرتهم!».
احدى السيدات تحدثت عن الشيعة في مجلس نسائي، وانتقدت واسترسلت في الكلام، ولم تنتبه الى وجود سيدة فاضلة من المذهب الشيعي، تقول المتحدثة: أصابني حرج شديد، ومرت الأيام والتقيت بها في مناسبة أخرى، فإذا بها تتصرف معي بشكل طبيعي، أقرب الى المودة من الجفاء، وكلما التقينا كان هذا أسلوبها، الذي أعطاني درسا لن أنساه»... انتهى.
مثل هذا التصرف يحدث داخل أبناء المذهب الشيعي، باعتبار أن هناك مراجع متعددة، وحتى ارتباطات عائلية متنوعة.
هذا السلوك لم يكن معروفا في الكويت سواء التصنيف الديني أو القبلي أو بحسب الاتجاهات السياسية.
أسلوب التصنيف يؤدي الى ايغار الصدور، وهو لا يوفر جماعة، اذ انه لا يلبث ان يمتد حتى الى داخل أسرتك الواحدة، اذا قبلت به لغيرك، فالجزاء من جنس العمل.
نعم، نحن لا نتخيل التصنيف على أساس المذهب الحنفي، الشافعي... إلخ، لا نتخيله اليوم، ولكنه كان موجودا قبل مائة عام أو أقل في بلاد اخرى، بل حتى في بعض المساجد، مثل «الجامع الأموي» في دمشق، حيث كانت تقام الصلاة في أربع زوايا، لكل مذهب زاوية!
ان للتصنيف حقيقة تتمثل في انه تكبر على الآخرين، يتحرك من باعث «الحط» من أقدار الناس، وغمط مكانتهم بمختلف السبل، وقد وصف النبي ( صلى الله عليه وسلم ) الكبر بقوله: «الكبر هو بطر الحق وغمط الناس» ولن ينفع اخفاء هذا الباعث بمبررات يقنع بها البعض نفسه، فإنه يجازف بالدخول في دائرة التحذير الوارد بالحديث القدسي: «الكبر ردائي، فمن نازعني ردائي، أدخلته النار، ولا أبالي»... جل من قائل، سبحانه.