Note: English translation is not 100% accurate
«مشاهدات» في أميركا
الأحد
2006/9/17
المصدر : الانباء
عدد المشاهدات 1714
بقلم : فيصل الزامل
كانت إجازة، بدايتها في مطار لندن يوم الاعلان عن محاولة اختطاف سبع طائرات متجهة الى الولايات المتحدة، وهي نفس وجهتي، قبل شهر تقريبا.
تم ايقاف رحلتنا لمدة أربع ساعات قضيناها في الطائرة، ثم طلب منا النزول، لدواعي الأمن، فنزل أطفال ونساء وركاب كثيرون، نحن معهم، تجاوز عددهم 300 راكب، ولا يمكن تخيل كيفية استهداف هؤلاء المدنيين بالقتل، وتفجير طائراتهم لتسقط في البحر، وذلك لإيصال رسالة (....) أياً كان المرسل، المجرم الارهابي الموغل في دماء معصومة، أو أطراف أخرى بدأت تحوم حولها الشبهات.
الاجواء في الولايات المتحدة معبأة على المستوى الرسمي والشعبي، شاشات التلفزيون في كل مكان تعرض آخر شريط كاسيت قذف به سائق دراجة نارية في سوق شعبي في باكستان، يتحول الى مادة خطاب رئاسية ينتقل بها الرئيس من مدينة الى أخرى.
الكنيسة التي تبث خطاب يوم الاحد على امتداد البلاد يتبنى المتحدث فيها الطرح الصهيوني مائة بالمائة (بلادك يا اسرائيل من النيل الى الفرات) يدعم ذلك بالخرائط ومقتطفات من التوراة، في صورة تاريخية من صور استحواذ ديانة على ديانة في أخص خصائصها.
في الاسواق التجارية شاشة الكترونية فيها فقرات مثل «اكتب ملاحظتك على السوق، اطلب كرت شراء، ارسل رسالة الى جنودنا في الخارج».
الشيء نفسه في الاماكن الترفيهية، يتم اختتام بعض الفقرات بالطلب من ذوي الجنود في الخارج القيام، ويحييهم الجمهور... إلخ.
طبعا هناك تقاطع مصالح بيننا وبينهم فيما يتعلق بمواجهة نظام ديكتاتوري كما الحال مع صدام، وكما سبق أن أشرت نتفق معهم هنا، ونختلف معهم تماما فيما جرى ويجري في فلسطين ولبنان، مع التحفظ على «أسلوب» البعض هنا وهناك.
استمعت الى خطاب يوم الاحد في كنيسة كان عدد الحضور فيها نحو 35 الفا، تم بثها عبر الفضائية الاميركية، ومن بين كلامه «احذروا أكل لحم الخنزير، فهو من أقذر المخلوقات، يأكل أوساخ المزرعة بما فيها مخلفاته هو، ويأكل الميت حتى من أطفاله، ويجب أن تعرفوا انه بعد أربع ساعات من ذبحه وتقديمه لكم على الطاولة ستكون تلك الأوساخ أمامكم على الاطباق بشكل زاهٍ وجميل» انتهى.
أقدم هذه النبذة الى المدعو دانيال بيبيس الذي يسعى لتأسيس معهد لمكافحة الاسلام، كما نشرت «الوطن» بالأمس (يسعى الى التركيز على إلغاء المحرمات في الاسلام مثل تناول لحم الخنزير وشرب الخمر).
رغم هذه الحملة، إلا أن المواطن الاميركي العادي أميل الى التسامح واحترام الاديان، في كل مكان من الاماكن العامة التي كنا نؤدي فيها الصلاة، كالمطارات وأماكن الترفيه والاسواق، كنا نجد مظاهر الاحترام، بل ونسمع تحية من نوع «سعداء بوجودكم معنا» و«السلام عليكم»... تكرر ذلك مرات عدة.
طبعا الساحة خالية من الاعلام العربي أو الاسلامي تماما، على العكس تقدم بعض الفضائيات العربية المادة اللازمة للحملات الصهيونية الشرسة عبر تلك الكاسيتات التي تسرب اليها، فتبتلعها ثم تقذفها في أيد تنتظرها، وتبث معها شارة المحطة العربية لطمأنة المشاهد الاميركي بأنها «من أفواههم»!
كلمة أخيرة:
الاخ العزيز احمد الربعي، حمداً لله على عودتك سالما، أسأل الله لك الشفاء التام، لتعود الى محبيك وأهلك ووطنك، سلمك الله من كل سوء.
اقرأ أيضاً