Note: English translation is not 100% accurate
يرحم الله العم جاسم ويعوضنا عنه خيراً
الثلاثاء
2006/9/19
المصدر : الانباء
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : فيصل الزامل
يمضي جيل برحيل العم جاسم الصقر، يرحمه الله، وعـــدد من زملائه، جيل الحكمة، نسأل الله ان يعوضنا عنهم خيرا.
سألني صديق «كيف نعوض هذه الخسارة، برحيل هؤلاء؟» قلت له:
«أمثالهم موجودون في الجيل الحالي، وحتى في جيل الشباب، ولكنهم في السنوات الأخيرة صاروا أميل الى الانزواء ـ من كل الأعمار ـ جيل الاعتدال والاتزان في الطروحات لا يرغب في المنافسة مع الحناجر الملتهبة، شعاره «لحية تحشمها، ولحية تحشم نفسك عنها».
لست في وارد النقد، فربما كانت الأعراف التي قررها (....) البعض في العمل السياسي، ضاغطة على هؤلاء، أعراف تقول «قوة الحنجرة دليل على الإخلاص»، أما جيل جاسم الصقر فإنهم مختلفون.
قال لي العم بو وائل يرحمه الله:
«في بداية السبعينيات ضمنا اجتماع بالشيخ جابر، الله يرحمه، واقترحت تخصيص 10% من إيرادات النفط لصالح الأجيال القادمة، فالنفط ثروة ناضبة وهي ليـــست حقا خالصا للجيل الحالي فقط، والحقيقة يشكر الشيخ جابر لاستـــماعه وقبــوله هذا الاقتراح، وهذا الكلام أقوله لك يا أخ فيصل وليس لغـــيرك» وقد مر على هذا الحديث عشر سنـــوات، وأراني قد أوفيت بما طلب، واليوم صار نشره من حقه، فهو من المحاسن التي تنشر.
هذا النوع من الرجال، لا يهمه نشر صوره، وتسجيل انجازاته و...الخ، بل يحرص على عدم المباهاة، وأمثال هذا النموذج الكريم كثيرون لا يزالون موجودين بيننا، حتى وإن كان صوتهم غير مسموع.
أعتقد ان الناس تتحمل مسؤولية اخراج هذه الفئة من عزلتها، وذلك بتحميلهم واجب النصيحة، وتشجيعهم، فقد ولى زمن ترهيب أهل الحكمة وعهود التخوين، وحكاية «الأموال الطاهرة» التي سمعناها في لبنان أخيرا، و«الأصوات الشريفة» التي كانت تُقال إثر ظهور نتائج الانتخابات، في سنوات خلت!
نعم، الحكماء كثيرون، ومن مختلف الأعمار، وليست الحكمة في تمييع الحق، وتزيين الباطل، ولكن في حسن المعالجة لأعقد المشاكل بغير تهوين، ولا تهويل.
انها نوعية تتقبل طروحاتها مختلف الأطراف، كونها لا تبحث عن مكاسب ولا ترمي الى بناء مجد (...) سياسي، وأي مجد هذا الذي بناه كميل شمعون وبيار جميل وسليمان فرنجية وعرفات ومثلهم كثير في بلاد أخرى، أصابها الخراب بسبب اختفاء الصوت الحكيم لصالح تلك الفئة.
نعم، نحن الذين نصنع فئة الحكماء، ونخرجها من عزلتها، ألم يقل الأقدمون «كيفما تكونوا يول عليكم»؟
كلمة أخيرة:
التوجه الجديد بشـــأن منع بـــيع المشروبات الغازية مع الوجبات السريعة بالشــكل الواســع، الذي يتسبب في السمنة المفرطة بين الأطفال، هو توجه حميد، يتجاوب مع أحدث الأبحاث الصحية في هذا المجال.