Note: English translation is not 100% accurate
التاريخ السياسي لم يعد سياسياً.. صار عبرة
الثلاثاء
2006/9/26
المصدر : الانباء
عدد المشاهدات 1651
بقلم : فيصل الزامل
كتابة سيرة زعماء الدول، أو الشخصيات التي عاشت فترة صاخبة، وتأريخ تلك الفترة لا يسلمان من الحساسية، ونحن بين خيارين، «الأول» الصمت، حتى تفوت العبر على الناس، «الثاني» الكلام الذي يجمع الحذر والحصافة، الى جانب الدقة والامانة، وهي مهمة شاقة، لن يسلم صاحبها ـ مهما كان حرصه ـ من العتب، وشفيعه في ذلك ايصال العبرة لمن يعتبر.
في هذا الاطار، اعتقد ان الكتابة وتقديم أعمال فنية تاريخية هو أمر مطلوب من حيث المبدأ، وذلك على اساس الدقة والحصافة، ومطلوب ايضا قدر كبير من سعة الافق، فإن من يعتقد ان هناك مساسا أو تقصيرا بحق شخص أو مرحلة، فليعلم ان هذا التناول الاعلامي هو فرصة لتصحيح المعلومة، بعد أن اندثر، أو خفت ذكر تلك الشخصية أو المرحلة.
لقد بلغنا في منطقة الخليج ـ يفترض ـ مرحلة من النضج تجاوزنا فيها كيان القرية أو المدينة، الى كيان الدولة ولن يضار في هذه المرحلة أحد من التناول الراقي الذي يخضع للتعليق، وتداول الرأي، فإن الجيل الذي مضى، قد قدم ما عنده، في ظروف معينة، ونحن أبناء جيل وظروف مختلفة، وها هو عمر ( رضى الله عنه ) ،لا يمنعه حبه الكبير لأخيه زيد ( رضى الله عنه ) ،من ان يعيّن قاتل أخيه والياً، بعد أن حسن اسلامه، وكان ذلك الرجل يقول عن زيد:
«لقد أكرمه الله على يدي بالشهادة، ولم يهني بالموت على الكفر».
المطلوب عند الكتابة في القضايا التاريخية أكبر قدر من التحري، ونحن نعلم ان هناك «الرواية المكتوبة والرواية المحكية» كما قال مصطفى أبو حاكمة أثناء كتابته في تاريخ الكويت، أما لماذا هي محكية، فلذلك سببان، الاول هو التحرج، والثاني هو ضعف طاقات الكتابة الوثائقية في بلادنا، مع الاسف، والتي لا تقاس في ندرتها مع الفيضان في الكتابة الصحافية.
في هذا الاطار، آمل أن تزداد الكتابة المرصوفة بالأمانة، والموصوفة بالدقة، والمصفوفة بنسق شـيق يغري أجيالا ناشئة للتعرف على ما جرى، لاستلال العبر وتحاشـي العَثَر، في زمان كثر فيه الهذر وشذر مذر.
في هذا الاطار، سنتناول بين الحين والآخر صفحات من تاريخ منطقتنا، مستعينين بالله أولا، ثم بالرواية المكتوبة، والمحكية ننقل عمن عاش تلك الفترات، زادنا في ذلك حسن ظن القارئ الكريم، وسعة صدر من يملك معلومة غابت عنا، وكرمه في تصحيح ما يقع من خطأ، وهو فضل لن ننسى الدعاء لصاحبه.
كلمة أخيرة :
علاج الفقر في قوله ( صلى الله عليه وسلم ) «من قرأ سورة الواقعة كل ليلة لم تصبه فاقة أبدا».
اقرأ أيضاً