فيصل الزامل
أجاب السفير الايراني في الكويت السيد علي جنتي عن سؤال في مقابلة أجرتها معه جريدة الوسط الكويتية الشهر الماضي «كيف تقرأ تصريح وزير الخارجية الكويتي بأن التراشق الاعلامي بين الكويت وايران لا يخدم البلدين؟»، فقال: «هذا التصريح يعكس بعد نظر القيادة الكويتية، فالبلدان صديقان وشقيقان، وأي قضية يمكن بحثها بشكل موضوعي دون المساس بالآخرين، فنحن أيضا في ايران لدينا صحافة حرة وعدد كبير منها يوجّه الى الحكومة انتقادات قاسية، ولكن المصالح الخارجية للدولة تجعلنا نطلب منها باستمرار عدم الاساءة الى علاقاتنا مع الآخرين».
سؤال: «ما حقيقة قيام احدى المدارس الايرانية في الكويت بمنح شهادات رسمية لطلابها تتنكر فيها لسيادة الكويت؟».
السفير: «هذا شيء يدعو للضحك، الامر ليس كما ذكرت على الاطلاق، حيث يقوم الطلبة الراغبون بالمصادقة على شهادة التخرج من هذه المدرسة بعد ترجمتها لمن يرغبون في مواصلة دراستهم في جامعة بإيران، ونحن نقوم بالمصادقة عليها كما تفعل سائر السفارات التي يتجه الطلاب للدراسة في بلادها، أما سيادة الكويت فهي منذ استقلالها عام 1962 ليست محل نقاش بالنسبة لنا». انتهى.
وتمضي المقابلة في توضيح بعض النقاط المثارة، وهو اسلوب جيد يحتاج الى رعاية اعلامية ليشمل جميع المسائل - ومنها موضوع الديبلوماسي الكويتي - وكما قال السفير «فان البحث الموضوعي يمكن أن يوصل الى نتائج أفضل»، ومن بينها موضوع تسمية الخليج بالفارسي أو العربي، وهو أمر شكلي في جوهره اذا ما ساد الصفاء، فهو كما قال السفير «المحيط الهندي، أو شط العرب، كلها تسميات لا حرج فيها فالهند لا تملك المحيط، وكذلك الخليج لن يكون لايران لمجرد أن اسمه الخليج الفارسي».
طبعا هذا الموضوع وغيره من المواضيع الثانوية يجب ألا تتقدم في أهميتها على مسائل رئيسة حيث يتقدم أمن الخليج على موضوع تسميته، فالجمهورية الاسلامية اعتمدت تسمية «ايران» بدلا من فارس، لانها تضم سبع قوميات رئيسة اضافة الى القومية الفارسية، في بادرة منها لتذويب الحواجز، ولن تمانع في تسمية «الخليج الاسلامي» كما هو مقترح لطي هذا الموضوع مثلما فعلت مع اسم الدولة نفسه، والاهم من ذلك هو متابعة الجهود لترسيخ الأمن في هذه المنطقة المنكوبة بحروب متلاحقة، ومن تلك الجهود ما قام به صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، يحفظه الله، في آخر لقاء له مع الرئيس الاميركي بوش حينما حث واشنطن على تجنب الحل العسكري للخلاف مع ايران، بل أعلنت الكويت مرارا عن رفضها استخدام أراضيها في أي عمل عسكري موجّه ضد ايران.
نتمنى أن يتابع سعادة السفير تصريحه الجيد في ايران مثلما نتابعه نحن هنا في الكويت، وأن تتحول عباراته الى واقع مثل قوله «نسعى الى بناء الثقة وازالة أسباب التوتر وايجاد الحلول المناسبة للقضايا والمنازعات الاقليمية سعيا إلى استتباب الأمن في كل دول المنطقة».