Note: English translation is not 100% accurate
حفظ استقلال الكويت تعاون لتحقيقه كثيرون
الأربعاء
2006/9/27
المصدر : الانباء
عدد المشاهدات 1806
بقلم : فيصل الزامل
تاريخ فترة حكم الشيخ مبارك الصباح، يرحمه الله، هو توثيق لمرحلة مهمة، والتوثيق يحتاج الى حصافة وأمانة في التسجيل ودقة كبيرة في تحري المعلومة، ومن حيث المبدأ فإن هذه المرحلة هي التي اسست للكويت الحديثة، حيث اعطاها الشيخ مبارك وزنها الاقليمي.
في هذه الوقفة سنتعرض الى دور شخصية اخرى عاصرت تلك الفترة، ومن الامانة التطرق الى الدور الذي قامت به تلك الشخصية، وهو صقر الغانم الذي اسند اليه الشيخ مبارك قيادة الجيش في العديد من المعارك البرية والتي كان النصر فيها جميعا حليفه، وسنتوقف هنا عند معركة «الصريف»، والتي كان له رأي قبل نشوبها في ضرورة ان يكون التجهيز لها من الناحية البشرية والتعبوية متناسباً مع طبيعة «حروب الصحراء»، فاذا كان رجال البحر اشداء في مواجهة مخاطر البحر فإن للصحراء طبيعة مختلفة، ولم يكن الشيخ مبارك يجهل هذا الامر الا ان تجهيز جيش من اهل البادية كان يتطلب توفير النفقة لكل مقاتل، ليترك اهله في وسط الصحراء ومعهم زاد يكفيهم لاسابيع، وربما شهر وشهرين، ريثما يعود.
لم تكن الموارد المالية متوافرة لدى الشيخ، وسارت الامور على النحو المعروف، وواجه الجيش قتالا غير مألوف، حيث فاجأهم الطرف الآخر بموجات من الابل التي تم ربط كل عشرة منها بحبال طويلة، وكانوا يسمونها «المسيوقة» يتم تهييجها بالطبول حتى تهرول مثل كتلة هائلة، باتجاه صفوف الجيش الكويتي فتفرق صفوفه، وتنشر الفوضى فيه، الى الحد الذي كانوا يصوبون فيه النار ـ أحياناً ـ على بعضهم البعض بسبب تلك الفوضى، بينما تكون خيالة الطرف الاخر منطلقة بسرعة لتخترق الجيش وتنشر فيه القتل، حتى تحول نصر اول النهار الى هزيمة في وسطه، ولم تستمر المعركة اكثر من خمس ساعات.
بعد عودة الشيخ مبارك الى الكويت، طلب منه صقر الغانم الإذن للخروج بجيش جديد يتم تجهيزه على عجل، بعد ان وردت الاخبار بأن جيش بن رشيد في طريقه الى الكويت بعد ان فرغ من اخضاع مدن القصيم، وبالفعل وصل الجيش الكويتي الى جبل «سنام» وعسكر هناك، وبلغ خبره الى ابن رشيد الذي كان متجها الى الجهراء، ليأخذها بيسر وسهولة، ويتخذها قاعدة لاقتحام الكويت، وقد حال دون تنفيذ ذلك وجود الجيش الكويتي مستعدا لملاقاته خارج المدينة، فاتجه نحو «الصبيحية» ـ قريبة من مدينة الاحمدي حالياً ـ واكتفى بالتزود بالمياه، والاغارة على رعاة الاغنام للتزود بالمؤنة فاستاق منهم 800 رأس ثم عاد الى بلاده.
ان تسجيل هذه الواقعة يهدف الى بيان استماتة الكويتيين للدفاع عن وطنهم، وحرصهم على استقلاله، يتقدمهم في ذلك الشيخ مبارك الذي اجتمع مع نائب ملك بريطانيا عام 1915 وحاوره في استقلال البلاد العربية فقال له «نحن لم نعاد الاتراك وهم مثلنا مسلمون الا طلباً لاستقلالنا» فلما لم يجد منه رداً شافياً تمثل ببيت الشعر:
المستـجير بعمرو عـند كربته كالمستجير من الرمضاء بالنار لقد تعاون على حفظ استقلال الكويت السياسيون والعسكريون والتجار والعلماء، في مطلع القرن الماضي، وكانت لكل منهم مواقفه الرائعة، التي تنتظر يد التأريخ الدقيق لانصاف أولئك الرجال، وتقديمهم نماذج رائعة تظهر في سماء هذا الوطن في كل زمان لمواجهة مختلف التحديات.
كلمة أخيرة:
من أراد ان يكون مستجاب الدعوة، فليسمع قوله عليه الصلاة والسلام:
«ينزل ربنا عز وجل كل ليلة الى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الاخير فيقول: من يدعوني فأستجيب له، ومن يسألني فأعطيه، ومن يستغفرني فأغفر له».
اقرأ أيضاً