فيصل الزامل
الجمهور الإنجليزي سيتعرف غدا الخميس والجمعة - عبر معرض «نهتم بالآخرين» we care - على العمل التطوعي في الكويت في معرض يقام بفندق رويال لانكستر المطل على حديقة هايد بارك الشهيرة، سيعرف الزوار أن الكويت ليست فقط دولة منتجة للنفط ولكنها تتواجد في كل منطقة في العالم تصاب بكوارث طبيعية وتشيد الطرق حتى ينقل المزارع انتاجه الى الأسواق ويصل المرضى من القرى النائية الى المستشفيات، وسيعرف الزوار عن جمعية حقوق الإنسان والصندوق الكويتي للتنمية وسيعرفون عن جمعية الهلال الأحمر التي تأسست بجهود أهلية في 1965 وبيت عبدالله لرعاية الأطفال في المستشفيات، وسيزورون مركز الوعي لتعريف الأجانب المقيمين في الكويت بالعادات المحلية، وسيعرف الجمهور الإنجليزي أن الكويت رائدة في معالجة التوحد، والدسلكسيا ومشاكل النطق.
حشد من الأعمال التطوعية يمكن حتى لمن لا يتمكن من زيارة المعرض أن يصل اليه عبر موقع www.wecarefair.org.uk الذي يربطك بمواقع كل أو معظم الجمعيات والمراكز واللجان التطوعية الكويتية، باللغتين العربية والإنجليزية، وقد وجهت السفارة والمكتب الثقافي في لندن الدعوة الى عدد من المسؤولين في بريطانيا، والجمعيات التبشيرية البريطانية، والسياسيين والعاملين هناك في المجال التطوعي للتواصل مع أنشطة إنسانية كثيرة نلتقي جميعا حولها.
هذه خطوة مميزة، فنحن في الغالب نكتفي بأن نخاطب بعضنا البعض - بالقدح أو المدح - ونادرا ما نتوجه الى العالم الواسع كي نشاركه في تجاربه وآفاق العمل لنزداد خبرة، وأيضا نرسخ من سمعة الكويت الجميلة في المجال التطوعي الكويتي، الذي يلقى من دول كثيرة اهتماما رائعا ربما غفل عنه بعضنا، وأدخله في زحام الجدل المحلي في حين أنه عمل يقوم على العطاء، بينما السياسة تقوم في الغالب على الأخذ فقط.
قرأت قبل شهر مقابلة صحافية مع السفير الكيني في الكويت تحدث فيها عن دور لجنة أفريقيا في رعاية الأيتام وإيصالهم الى مراحل متقدمة من الدراسة، وقال: «أنا شخصيا ممن استفادوا من مركز للأيتام أنشأته هذه اللجنة المباركة في كينيا، جزى الله خيرا من قام على تأسيسها، وهو د.عبدالرحمن السميط حفظه الله».
ان زيارة موقع المعرض - سواء الإلكتروني أو المقام في لندن - تمنح فرصة لتذكير بعضنا ممن كاد أن ينسى ما تقدمه الكويت لنفسها وللعالم، في ميادين متنوعة استقطبت النساء والرجال من مختلف التخصصات، فيما يشبه الحالة الجماعية، وهو أمر لا شك يدعو الى البهجة.
شكرا لسفارتنا في بريطانيا وللمكتب الثقافي على هذه الخطوة الرائعة.
كلمة أخيرة:
أنشأت مجموعة الصناعات الوطنية أول مبرة تنشئها شركة مساهمة، وقد خصصت لها نسبة 1% من الأرباح السنوية كما فرغت لها جهازا مستقلا ومجلس ادارة أيضا مستقلا، وهي مبادرة ذاتية لم يلزمها بها أحد، وتتجه شركة دار الاستثمار الى خطوة مماثلة، وهي مبادرات لافتة للنظر في بلد لا يفرض ضريبة على أرباح الشركات، شكرا، فـ «لا يشكر الله من لا يشكر الناس».