بقلم: فيصل عبدالعزيز الزامل
الأول: في المرحلة السابقة كنا ندور في حلقة مفرغة «هذا، يقول كل التراجع اللي صار والفساد منهم وهذا يقول منكم».
الثاني: طبعا منهم، منو اللي بإيده توقيع القرارات؟
الأول: تسمح بالرأي الآخر؟
الثاني: تفضل.
الأول: طبعا هناك مسؤول «أول» عما وصلنا اليه، ولكنه ليس الوحيد، فالمسؤولية مثل الطاولة لها أربع أرجل، وهنا عندنا «أربعة» يتحملون المسؤولية على التسلسل في الأولوية.
الثاني: منهم؟
الأول: العمود «الأول» هو السلطة بكل مسمياتها، وإذا أردت مثالا محددا فلنأخذ المال السياسي الذي يتم به شراء بعض المواقف والتصويت، أنت تعرف بأن الاستجوابات هي ذروة موسم الشراء، ولذا يتسابق على تقديمها بعض النواب في ساعات الصباح الأولى، وهنا ينسكب المال بشكل عيني ونقدي، هل تستطيع أن تفصل بين الباعة المتجولين المخالفين للقانون وبين صاحب مجمع تجاري ضخم يفتح لهم قاعة كبيرة للبيع في المجمع؟ بالمثل، الذي يقيم السوق لبيع الذمم عبر استجوابات ظالمة لا تمس المخالفين فعلا بقدر ما تلاحق الشرفاء، أليس هذا وأمثاله شريكا في جريمة المال السياسي؟ ولكن من الجانب الذي يقبض ـ بصناعته السوق ـ فهو ومثله مثل الذي يدفع سواء بسواء، لماذا نغض الطرف عن صانع السوق؟ عندك وزراء ضعفاء لا يحصلون على الدعم من حكومات ضعيفة فيستخدم قلمه ليفتدي نفسه من طرح الثقة و«البهدلة»، وغيره يطول الخزنة، ويستخدمها اما لنفسه أو لتمرير قوانين لا يتعاطف معها النواب، رغم أنها مفيدة للدولة.
الثاني: هذا العمود الثاني في المسؤولية، والاثنان الباقيان، من هما؟
الأول: الوزير الذي يزين لرؤسائه الخضوع، ويزيدهم خوفا سواء في الاستجوابات أو عند مناقشة المشاريع النافعة تجده يتردد في اتخاذ القرار ولا يبين الصورة الحقيقية لمن يليه في المسؤولية، واذا كانت هناك التزامات مالية أو إدارية على تلك الجهات يدور في مكانه من التردد، هذا النوع مشكلة كبيرة، لأنه لا يحاول القيام بمسؤولياته بالصدق والأمانة التي أقسم عليها.
الثاني: والرابع.
الأول: الصحـافة، أو بعضها، ممن يخلط بين مصلحة المالك وأمانة النشر، فيضع مانشيتات لضرب وزير لا يخضع، ويلاحق مسؤولا لم يرتعد خوفا من الضغوط، عسى أن يخضع يوما ما، واذا سمع لوما له على تلك الأساليب، صرخ قائلا: «هذا تكميم أفواه... وحجر على الرأي»... والجمهور هو الضحية، والوسيلة طبعا هذا الكلام لا يشمل الجميع، ولكن حجم تأثير النشر اليومي يجعله العمود الرابع، وربما قبل ذلك بكثير مع حال الضعف العام للسلطة، والعكس صحيح اذا صدقت التوجهات التي نسمعها في رفض تلك الممارسات.
الثاني: كلنا نتمنى أن يتغير الحال مثلما تقول.
الأول: خطاب سمو الأمير في جلسة الافتتاح كان صريحا وواضحا بشكل غير اعتيادي، ومن يخضع من المسؤولين بعد هذا الخطاب يستحق اللوم من كل مواطن يلتقيه في الشارع، أو يخاطبه عبر الصحف وبقية وسائل النشر.
الثاني: الكرة الآن في ملعب الحكومة والنواب بنسبة 100%، صح؟
الأول: صح، ولكن لسنا متفرجين، لابد من تأييد الإنجاز الجيد ونقد التقصير والإهمال بكل وضوح، وبأسلوب ايجابي يدفع المخلصين ولا يثبطهم.
[email protected]