فيصل الزامل
اليوم يحدد الناخب رأيه في المجلس «السابق» ويرشد أداء المجلس «القادم»، فإذا فعل ذلك فإنه سيجيب مناشدة صاحب السمو الأمير ـ حفظه الله ـ له أن يراعي حسن الاختيار، وليس أكثر من الشعب الكويتي اطلاعا على تفاصيل أداء المجلس «السابق» فقد تبرعت الصحف بتوفير تفاصيل التفاصيل لكل كلمة قالها النواب، ولا مجال لعبارة «ما كنا ندري» التي قد تقال بعد فوات الأوان، فقد اقتربت البلاد من فوهة بركان الفوضى والفلتان من الناحية الأمنية، وارتهن البعض حاضرها في مسلسل تعطيل المشاريع، عبر التهديد بالإعدام السياسي من خلال جمع تواقيع طرح الثقة قبل بدء المناقشة، كما ارتهن هذا البعض مستقبلنا الاقتصادي حينما لا تكون للرواتب قوة شرائية كافية على نحو ما بيناه في مقالات سابقة، وإنني أنصح الناخب اليوم بأن يراعي أمورا، منها:
الجيل الجديد يقول «إياك واليأس من وطنك» بينما يقول جيل زمن التخلف المزمن «خاربة..خاربة»، اليوم يحدد الناخب أي الشعارين هو الصحيح.
إذا كان عذر من سيخون الأمانة اليوم ويصوت على أساس «خدمات النائب الشخصية له» عندما تخطى حقوق الآخرين في تعيينه أو ترقيته، وما شابه من خدمات غير صحيحة، فيكافئه بشهادة زور، فليتحمل نتيجة تلك الشهادة في شخصه المسكين يوم القيامة، فهو أسوأ ممن باع «صوته / شهادته» بمقابل نقدي، إذ لا فرق بين تحصيل مثل هذه المكافأة نقدا أو عينا.
العكس صحيح إذا قرر الناخب أن يراقب الله عز وجل، وحده، وألا تأخذه في الحق لومة لائم، فإن وطننا على موعد مع حركة تصحيح قوية، يخرج بها من منحدر طال انزلاقه فيه، لنبدأ مسيرة الصعود بهمة شباب كثيرين جدا جدا، وقد طال اشتياقهم إلى «جوهرة الخليج» التي سمعوا عنها كثيرا، وهم عازمون على إعادة البريق إلى تلك «الجوهرة».
البعض يحمل شعار «أنا ومن بعدي الطوفان» ويتطلع إلى إحدى بطولتين، إما بلوغ الرئاسة أو ـ عند الفشل ـ الدفع نحو خسارة الشعب للبرلمان، ليبني مجدا زائفا فوق جماجم الآخرين، ترى، هل يساعده بعض الناخبين في تحقيق هذا الهدف؟ الجواب نراه اليوم.
هل يتمكن الجيل الجديد من تغيير عادة الانبهار بالصراخ الذي لا تَفْهم معه ماذا يقول من يصرخ، وننتقل منها إلى حالة «فهم سليم لكل مسألة» ثم نضع حلا مبنيا على العقل السليم؟ أم سيستمر بعضنا في إعجابه بالشكل دون الاكتراث بالنتيجة؟
لقد رأينا ما يحدث في انتخابات الدول المتقدمة حيث تنتهي الخصومة مع ظهور النتائج، ويتعاون متنافسو الأمس لبناء وطن الغد، هل لدينا القدرة على تحقيق شيء مماثل، أم أن المنافسة عندنا تتحول الى ضغينة أبدية؟
خلاصة القول، انتخابات اليوم ليست عادية أبدا، فهي البوابة المؤدية الى أحد طريقين، الكل يعرف هذه الحقيقة، وقد تحدث الناس بها طويلا، وها قد جاءت لحظة الجواب الشعبي عن السؤال الكبير، في أي الطريقين ستسير الكويت؟
اللهم هل بلغت، اللهم فاشهد.
كلمة أخيرة:
كتب عمر ( رضي الله عنه ) الى عمرو بن العاص، والي مصر، ردا على كتابه، فقال: «..إنكم أيها الرهط من الأمراء جلستم على عيون المال لم يزعجكم أحد، تجمعون لأبنائكم، وتمهدون لأنفسكم، أما إنكم تجمعون العار، وتورثون النار، وقد بعثت إليك محمد بن مسلمة ليأخذ شطر مالك، والسلام».