Note: English translation is not 100% accurate
يرحمك الله أبا بدر .. يرحمك الله
الثلاثاء
2006/9/5
المصدر : الانباء
عدد المشاهدات 1974
بقلم : فيصل الزامل
نعم، دمعت عين العمل الخيري بفقدان العم عبدالله العلي المطوع، يرحمه الله، كان أباً وأخاً، ومعلماً، في مسيرة عطاء متصل تجاوزت نصف القرن، زاملته خلالها فترات متقطعة في مجلس ادارة جمعية الاصلاح، وفي مجلة المجتمع، ورأيت وسمعت ما لا تحيط به هذه المساحة من الكتابة.
التقى به وفد من مسلمي فيتنام طلبوا كمية من كتيبات تعليم الصلاة وسائر ما يتعلق بالدين الاسلامي من مطبوعات الجمعية، فقال لهم:
«مهما اخذتم من كمية فسوف تنفد، ما رأيكم لو استوردت لكم من ألمانيا آلة طباعة بالاوفست ـ كان ذلك في عام 1976 ـ واخذتم نسخا من كتب كثيرة، تعيدون طباعتها، وسوف نساعد في تدريب من تختارونه لهذه المهمة؟» وهكذا كان.
هذا النوع من الافكار العملية كان يمثل اسلوب عمله، فقد تلقى رسالة في عام 1963 من مسلمي كوريا، حدثني عنها شخص كوري، على هامش دعوة عشاء في بيت العم بوبدر يرحمه الله، قال محدثي:
«نحن دخلنا الاسلام عبر الجنود الاتراك الذين جاءوا الى بلادنا اثناء الحرب الكورية عام 1951، وازداد عددنا ولم نجد مكاناً للصلاة، قررنا شراء ارض وبناء مســـجد، وارسلنا رسالة الى عــــدد من البلاد الاسلامية، جاءنا الرد من عبدالله العلي المــطوع، ومعه تذكرتا سفر من كـــوريا الى الكويت، فحضرنا وساعدنا بماله، وعرّفنا على المتبرعين من تجار الكويت، فلما رجعنا، كان المبلغ لا يكفي للشراء في وسط المدينة، سيؤول، فاشترينا خارجها، واستمر جمع المال حتى تمكنا من بناء المسجد الذي يقع على هضبة مرتفعة، انجزناه في عام 1969، كانت سيئول قد توسعت وصار مسجدنا في وسط المدينة الجديدة، مرتفعاً يلفت انتباه كثيرين ممن دخلوا في الاسلام بعد ذلك بسبب توافر المكان والمعلومات عن الاسلام»..
انتهى كلام محدثي الكوري.
مثل هذه المواقف يمكن ان تسجل في اسفار من الكتب لرجل تقدم مسيرة اهل الخير في هذا البلد، من رجال ونساء، وفي مختلف المواقع والامكانات، فيهم الامير حاكم البلاد، مثل الشيخ جابر يرحمه الله، والشيخ صباح يحفظه الله، وفيهم مئات من الشيب والشبان.
لقد كان سور العمل الخيري هو الاشد منعة، حفظ الله سبحانه الكويت به، فجزى الله خيرا من وضع لبنات هذا السور، ونسأله سبحانه ان يقيض لهذا السور من يعلى بنيانه عبر اجيال جديدة، يكون للرواد الاوائل، وفيهم العم بوبدر، النصيب الاوفر من الاجر والمثوبة ما دامت السماوات والارض، آمين.
كلمة أخيرة:
أرسل عمر (رضى الله عنه) في عام الرمادة قافلة الى نواح من اليمن، فيها الطحين والتمر والسمن، وقال لمن أرسله:
«اعدل عن الطريق يمنة ويسرة، ستجد ابياتاً نائية تنتظر الغوث».
اقرأ أيضاً