من خلال متابعتنا للهجوم العنيف لبعض (المطبلچية) و(البطالية) واتهامهم الزائف لأبطال الصفوف الأمامية بالطمع بسبب المطالبة بالمكافأة التي وعدتهم الحكومة بها منذ سنة تقريبا، نتذكر جميعا قصة الملك والحارس العجوز وهي قصة قديمة، حيث يحكى فيها أنه في إحدى الليالي الباردة رجع أحد الملوك إلى قصره، ورأى حارسا عجوزا واقفا بملابس رقيقة، اقترب منه وسأله:
ألا تشعر بالبرد؟ فرد الحارس: نعم، لكنني لا أملك لباسا دافئا، فلا مناص لي من التحمل.
فقال له الملك: سأدخل القصر الآن وأطلب من الخدم أن يأتوك بلباس دافئ.
فرح الحارس بوعد الملك، ولكن ما إن دخل الملك قصره حتى نسي وعده.
وفي الصباح كان الحارس العجوز قد فارق الحياة وإلى جانبه ورقة كتب عليها:
«أيها الملك، كنت أتحمل البرد كل ليلة صامدا، ولكن وعدك لي بالملابس الدافئة سلب مني قوتي وقتلني».
أهل الكويت جبلوا على حب هذه الأرض الطيبة والتضحية في سبيلها بالغالي والنفيس، كما أنهم مثال يحتذى به بالتطوع والمبادرة، والتاريخ يشهد بذلك من قديم الزمن، من أيام الجوع والفقر والمعارك وبناء سور الكويت الذي قام بأيادي أهل الكويت الشرفاء، وبعدها جاءت أزمة الغزو العراقي الغاشم لتعطي درسا لكل شعوب العالم بمعنى التضحية والفداء، واليوم وفي خضم جائحة كورونا، لم يتوقف عطاء المواطن الكويتي بل زاد، حيث إن الكويتي يعمل في الأعمال التطوعية بجهد أكبر من الجهد الذي يقدمه في وظيفته التي يحصل مقابلها على راتب معيشته، ولكن ونظرا لأن الدولة ممثلة في الحكومة هي التي وعدت و(عشّمت) الجميع بالمكافأة، فلمَ الهجوم والاستغراب من بعض المشككين بنوايا الناس من سؤال المواطنين واستفسارهم عن موعد صرف المكافأة؟!
خرجنا جميعاً لخدمة الكويت ومن أجل الكويت وحباً في الكويت.. وفي نص عملنا وتطوعنا جاءت الحكومة علانية وأعلنت حقنا في المكافأة، وبناء على هذا الوعد كان سؤالنا لحكومتنا: «متى سيتم صرف مكافأة أبطال الصفوف الأمامية»؟
على طاري «التعشيم»، بعض الدول لديها قانون ينص على أنه إذا قام شخص ما بتعشيم «امرأة» بالزواج و«انحاش» من حق مَن تم تعشيمها اللجوء للقضاء وطلب تعويض مادي نظير ما تعرضت له من «خديعة».
والله ولي التوفيق.