يحل أبناء الوطن من الشباب في مرتبة متقدمة دائما من قائمة الاهتمامات الطويلة لصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد- حفظه الله ورعاه- واهتمام الحكومة الموقرة، ولا يخلو خطاب لصاحب السمو في كافة المناسبات إلا وشمل خلاله الشباب بتوجيهاته السامية وأكد ضرورة دعمهم ورعايتهم، إيمانا من سموه بأن رفاهية الوطن في المستقبل ستكون بقدر إعداد وتأهيل أبنائه من الشباب، ومن أقوال سموه الخالدة «إن الشباب أغلى ما نملك من ثروة وأفضل استثمار فعلينا تنمية قدراتهم ومهاراتهم وصقل مواهبهم وحثهم على التزود بالعلم ومناهل المعرفة ليكونوا أكثر نضجا ووعيا وتحصينا من الأفكار الضالة والسلوك المنحرف وتحفيزهم على المزيد من العطاء والمشاركة في تنمية وطنهم ورقيه ولعله مما يسر بدء الصندوق الوطني لرعاية وتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة بنشاطه آملين تسهيل الإجراءات الخاصة به للاستفادة منه».
ولا يكتفي صاحب السمو الوالد والقائد بالتوجيه وحث المسؤولين بالدولة على دعم ورعاية الشباب فقط لكنه- حفظه الله ورعاه- دائما يتبع أقواله بأفعال ودائما ما يضع سموه نفسه في مقدمة الصفوف التي تعمل وتبذل الغالي والنفيس من اجل رفعة الوطن ودعم ورعاية أبنائه، وفي مثل هذه الأوقات من كل عام تهل علينا شمس التكريم السامي، لتنير دروب العلم، والعلماء، بازغة على صناع المستقبل، وراعية لهم، إذ يتفضل صاحب السمو أمير البلاد المفدى الشيخ صباح الأحمد، فيشمل برعايته، وحضوره حفل تكريم كوكبة جديدة من الفائقين، والمتميزين من خريجي كليات، ومعاهد، ودورات الهيئة العامة للتعليم التطبيقي وكذلك أبنائه من جامعة الكويت، وهذا التكريم السامي لأبناء الوطن الفائقين استمرار لأعياد الكويت الوطنية التي نستذكر فيها أمجاد رجالات الماضي الذين ضحوا بأنفسهم وأرواحهم من أجل أن نحيا نحن اليوم ونقف صفا واحدا خلف صاحب السمو لإعداد وتأهيل رجالات الغد ممن سيحملون مشاعله ورايته في المستقبل.
لحظات رائعة في تاريخ العلم والتعليم في الكويت، يوم يشرف شباب الوطن الفائقين بحضور صاحب السمو، وتمتد يده الكريمة، لتصافحهم وتعانقهم، في بداية حياتهم العملية لينضموا بعدها جميعا إلى قوافل الخريجين الفائقين، الذين يقدمون القدوة لزملائهم، وينيرون لهم الطريق نحو المستقبل، ولا شك أن تكريم الخريجين الفائقين، والمتميزين بهذا الحضور الرسمي الكبير، يعني اهتمام الدولة بالعلم والتعليم، ويؤكد حرص المسؤولين، وأصحاب القرار على تكريم هذه السواعد الوطنية الواعدة، باعتبارها الاستثمار الأفضل، والثروة الأغلى في بلدنا، وتقديرا لدورهم الفاعل، والمرتقب في خطط التنمية الشاملة للدولة.
ولا شك أن الرعاية الأبوية الكريمة من صاحب السمو أمير البلاد لأبنائه المكرمين ستكون دافعا لهم، للاستمرار في التميز، وجودة الأداء، وبذل أقصى ما يمكن من الإنجاز، والعطاء، كل في موقعه، من أجل خدمة وطننا الحبيب، ورفعة شأنه، كما ستكون هذه الرعاية الكريمة حافزا للذين ما زالوا في مقاعد الدراسة، لمزيد من البحث، والتحصيل العلمي، ليواصلوا مسيرة العطاء، والتميز.
مسيرة من العمل الجاد الدؤوب الساعي لإعلاء مكانة الوطن وترسيخ قيمة الانتماء له، والانتصار لقيمه وثقافته وحقه في الغد المزدهر الذي يصبو إليه كل أبناء الكويت، تلك التي خاضها حضرة صاحب السمو أمير البلاد منذ أن عهد إلى سموه بتولي المنصب العام إلى أن تقلد الحكم ببلدنا الحبيب الكويت، مكنت تلك المسيرة العطرة سموه وبما أنعم الله عليه من حنكة وخبرة من قيادة دفة البلاد وإرساء قواعد نهضتها واستمرارا لمسيرة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله ورعاه، وسيرا على دربه نجدد العهد بأننا على حب هذه البلاد نشأنا، ومن أجل عزتها، ورفعتها، سنعمل، وسنضحي، وسنمضي قدما في طريق إعداد وتأهيل شباب الكويت، ليكون شريكا في الرؤى، والمسؤوليات، والأعباء، والطموحات التنموية، للإسهام بدور فعال في تحقيق أهداف التنمية الشاملة.
[email protected]