جاءت التشكيلة الحكومية الجديدة رقم 35 في تاريخ البلاد والسابعة برئاسة سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك لتعبر تعبيرا جادا وحقيقيا عن رؤية قيادتنا الرشيدة وإصرارها على المضي قدما نحو تحقيق رؤية «الكويت 2035» بوجود الشيخ ناصر صباح الأحمد رئيس فريق تفعيل رؤية سمو الامير «كويت جديدة 2035» كنائب أول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الى جانب وجود مجموعة من الوجوه الشابة ذات التأهيل العلمي والخبرة العملية القادرة على تحمل المسؤولية وتحقيق ما تصبو إليه البلاد من تنمية شاملة ومستدامة في ظل الظروف الداخلية والخارجية الدقيقة التي تفرض علينا جميعا تحديات عدة تستدعي التعامل معها بحكمة ونظرة ثاقبة للمستقبل ومضاعفة الجهود والعطاء.
وعلى قدر المسؤوليات الجسام الملقاة على عاتق الحكومة السابعة لسمو رئيس مجلس الوزراء تتضاعف آمالنا وطموحاتنا في تحقيق نقلة نوعية في الأداء الحكومي الذي يدفع عملية التنمية ويخلق البيئة المناسبة نحو تحويل الكويت الى مركز مالي وتجاري والقضاء على كل معوقات التحول العديدة وانتهاج الإصلاحات والخطوات اللازمة لتوفير مقومات نجاحه جنبا الى جنبا مع تحقيق الخدمة الأفضل لكل أطياف الشعب الكويتي، وتلبية احتياجاته ومتطلباته، ومثلما تمثل القضايا الاقتصادية أهمية قصوى في تعامل واهتمام الحكومات المتعاقبة إلا أن الأهم هو الاهتمام بجناحي التنمية في أي أمة ترغب في التقدم والسمو وهما الصحة والتعليم اللذان يمثلان ركائز اساسية ومؤشرات بالغة الاهمية لقياس مدى تقدم الدول ورفاهها، ومعياران لمدى تقدم الأمم ونهوضها وعنوانان رئيسيان لوعي القيادة وحكمتها في أن الإنسان الصحيح والمعافى والمتسلح بالعلم والمهارات العلمية والتقنية المختلفة، هو ضمانة استدامة التنمية ومضاعفة الإنتاج والتنافس باقتدار في سوق العمل المحلي والدولي.
ولقد أكد صاحب السمو الامير في أكثر من مناسبة أن اغلى ثرواتنا هم ابناؤنا، وافضل استثماراتنا الاستثمار في تنمية قدراتهم ومهاراتهم، فهم محور أي تنمية وغايتها ووسيلتها، والتنمية الحقة هي التي تتخذ من الإنسان محورا ومن العلم سبيلا ومن الإخلاص دافعا.
وشدد سموه أن أكبر أمنياته وتطلعاته هي بناء الإنسان الكويتي وتنمية قدراته، ليكون قادرا على بناء وتنمية وطنه، ولن يتحقق الاستثمار السليم في العنصر البشري إلا بالاستثمار في الصحة والتعليم، وهو ما توليه القيادة الرشيدة جل اهتمامها، لأن رأس المال البشري من ركائز ومقومات النمو المستدام لأي دولة في العالم، فالشخص الصحيح والسليم والمتعلم والمواكب لتقنيات وعلوم العصر، سيفيد نفسه أولا، وسيكون إنسانا مبدعا ومنتجا مما ينعكس إيجابا على بلده ومواطنيه في عالم يشهد التنافس والتطاحن في كل شيء بلا استثناء ولا يوجد فيه مكان لجاهل أو بلد ضعيف.
على الجانب الصحي يجب ان يشعر المواطنون في ظل الحكومة الجديدة بنقلة نوعية وتغيير إيجابي يطول كل جوانب المنظومة الصحية في البلاد بعدما تعالت الأصوات التي تندد وتشكو منها خلال الفترات السابقة، وعلى ذات القدر من الأهمية يأتي التعليم وأهمية إعداد وتأهيل وتدريب أبناء الوطن للحاق بركب التقدم العالمي المتسارع ودعم وتشجيع المؤسسات التعليمية والاكاديمية بالبلاد لتطوير البرامج والمناهج التي تقدمها لضمان مواكبة مخرجاتها التطور العلمي والتكنولوجي في العالم.
نعود مرة اخرى لبعض الكلمات الخالدة لصاحب السمو عن التعليم والتي يجب أن تكون نبراسا لنا جميعا نهتدي بها ونعمل على تنفيذ مضمونها، حيث يقول سموه فيها «لقد آن الأوان لتقوم مؤسساتنا التعليمية بتطوير نظامنا التعليمي ليتماشى مع متطلبات هذا العصر وأملنا كبير في أن تتحول الطاقات الشابة التي يزخر بها المجتمع الكويتي الى طاقات إنجاز وتحد حضاري، تستفيد من البحث والتحصيل العلمي، لبناء الغد بعقول مبدعة قادرة على العطاء، مؤمنة أن ما ينفع الناس يمكث في الأرض، ومسخرة علمها وقدراتها لخير هذا الوطن وأبنائه، في ظل وطن عزيز الأركان، شامخ البنيان، نعليه بالعمل ونفتديه بكل غال ونفيس».
هناك العديد من القضايا التعليمية والتربوية المهمة التي يجب التركيز عليها خلال المرحلة المقبلة، ومنها تعزيز ميزانيات التعليم العالي والبحث العلمي باعتبارها الخطوة الأولي لتحقيق طفرة ونقلة نوعية في التعليم بالكويت، كما يجب التركيز على التعليم المهني وتوفير الدعم اللازم له وضمان التوافق والتنسيق ووجود الآليات التنظيمية مع جهات سوق العمل المختلفة لتوفير كل الاحتياجات المطلوبة من الايدي العاملة الوطنية الفنية والمدربة والتوسع في تنفيذ مشروع التدريب المنتهي بالتوظف الذي يقضي على طوابير الانتظار.
آمالنا وطموحاتنا عديدة وثقتنا كبيرة في قدرة كافة أعضاء الحكومة الجديدة على تلبية متطلبات التنمية والقفز خطوات عديدة على طريق التقدم والتنمية وتحقيق رغبة حضرة صاحب السمو امير البلاد المفدى الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح - حفظه الله ورعاه - في تحويل الكويت الى مركز مالي وتجاري، ونسأل الله تعالى التوفيق والسداد.