«الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب» ذلك الحلم والأمل الذي تمسك به قادة ورواد التعليم الأوائل في الكويت عندما استشرفوا المستقبل بنظراتهم الثاقبة وخبراتهم الكبيرة فوضعوا اللبنات الأولى لهذا الصرح التعليمي الكبير لخدمة أبناء هذا الوطن وهذه الأرض الطيبة إدراكا لأهمية التعليم الفني والمهني، في دفع عملية التنمية إلى الأمام وبهدف توفير وتنمية القوى العاملة الوطنية لتلبية احتياجات التنمية في البلاد، وإيمانا منهم بأن السواعد الوطنية المدربة والمؤهلة هي القادرة على خوض غمار المستقبل بكل ما يحمل من عراقيل وصعاب.
في الثامن والعشرين من شهر ديسمبر من كل عام تحل ذكرى إنشاء الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، وها هي اليوم تبدأ عامها السادس والثلاثين منذ إنشائها وحتى الآن، شهدت خلال هذه الأعوام العديد من مراحل التطور والنمو وتمكن أبناؤها ومنتسبوها عبر هذه السنوات من تحقيق حلم الآباء والأجداد في وجود منبر وصرح تعليمي وأكاديمي يمتد نوره بالعلم والمعرفة ليطول كل أرجاء بلادنا الحبيبة، حيث تعددت أفرع كليات ومعاهد الهيئة وانتشرت رقعة مبانيها لتتناسب والإقبال الكبير والمتزايد من أبناء الوطن على الالتحاق بها، إذ استطاعت الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب منذ إنشائها وحتى اليوم أن تطور نفسها وتلحق بركب الحداثة والتكنولوجيا العالمية المتسارع وأن تسد جزءا كبيرا من احتياجات سوق العمل بكوادر فنية مدربة على أعلى مستوى، كما استطاعت أن تخطو خطوات واسعة نحو التميز جعلها تتبوأ مكانة مرموقة بين المؤسسات المناظرة لها محليا وإقليميا، بل تتجه الهيئة إلى أبعد من ذلك بكثير في سبيلها نحو العالمية بالسعي الجاد والدؤوب من كلياتها ومعاهدها للحصول على الاعتماد الأكاديمي والجودة الشاملة لجميع البرامج والتخصصات المقدمة بها من كبرى الجهات العالمية.
وتحظى الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب لمكانتها الرائدة ودورها الكبير والمؤثر في نهضة وارتقاء العلم والتعليم في البلاد برعاية كاملة ودعم غير محدود من صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الاحمد الذي تتشرف برعاية وحضور سموه سنويا لحفل تكريم أبنائها الخريجين المتفوقين وتقديم النصح والتوجيه السامي لاستكمال مسيرتهم التعليمية.. وهذا التكريم وهذه الرعاية خير دليل على النجاحات التي حققتها الهيئة خلال السنوات الماضية، وستبقى الهيئة ماضية قدما في تحقيق كل ما يسهم في رفعة وطننا الغالي وإعلاء شأنه بين المحافل الدولية.
وفي ظل هذه الرعاية السامية تتواصل الجهود من الإدارة العليا للهيئة ومن جميع أبنائها المخلصين في جميع القطاعات لإعداد وتأهيل أبناء الوطن عبر التوسع في سياسة القبول وزيادة التنوع في التخصصات المطلوبة من قبل سوق العمل، فضلا عن سياسة الابتعاث والتدريب، والذهاب بالهيئة إلى أعلى درجات التميز والارتقاء نحو الأفضل ومواصلة العطاء المتميز من خلال تضافر الجهود الأكاديمية والإدارية في مختلف الإدارات ومراكز العمل بها لتوفير المناخ العلمي لأبناء الهيئة من الطلاب والطالبات، كما تسعى الهيئة عبر إبرام عدد من اتفاقيات التعاون مع المؤسسات العالمية الرائدة إلى تحقيق الاعتماد الأكاديمي، وضبط الجودة لبرامجها التدريسية والتدريبية ما يسهم في تحقيق التأهيل العلمي والمهني المناسب لأبنائها الذين تقدم لهم البلاد كل الدعم والاهتمام والرعاية لرفع مستواهم التدريسي والتدريبي، كونهم جزءا أصيلا من ثروة الكويت البشرية التي لا تنضب أبدا.
ويسعدنا في هذا المجال وبهذه المناسبة أن نتوجه بخالص التهاني إلى صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وإلى سمو ولي عهده الأمين الشيخ نواف الأحمد وإلى جميع رجال العلم والتعليم في البلاد وإلى مدير عام الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب وإلى نوابه الكرام وجميع أعضاء هيئتي التدريس والتدريب وجميع الإداريين والعاملين وأبناء الهيئة من الطلاب والطالبات، متمنين أن تتواصل وتستمر إنجازات الهيئة عاما بعد عام وأن تحقق الهيئة المزيد من التطور والنمو والازدهار بفضل جهود أبنائها المخلصين.
[email protected]