استفاق العالم أجمع على كارثة أليمة فجر الثاني من أغسطس عام 1990، عندما سقط قناع الأخوة المزيف الذي كان يرتديه النظام العراقي آنذاك، ودخلت جحافل جيوشه لتغتصب أرض الكويت الحبيبة وتستبيح دماء شعبها، وامتزجت آنذاك مشاعر الخوف والرهبة بالصدمة والحزن الشديد.
أحداث كثيرة وقصص حزينة لا مجال لسردها الآن وذكريات مؤلمة ما زالت تعشش في ذاكرتنا جميعا.
بدأنا نلملم جراحنا رويدا رويدا ونوحد الصفوف وننظم العمل لمقاومة ذلك الوضع الشاذ، تمسكنا بهذه الأرض الطاهرة وكان أملنا بالله كبيرا، فالعودة قريبة، والصمود يزيد من إصرارنا عليها.
نحن هنا، وهم هناك كويتيون آخرون يعملون بجد وإخلاص لخدمة الوطن الغالي وإخوة لهم أسرى بداخله.
ومن هؤلاء المخلصين المغفور له بإذن الله تعالى، العم خالد يوسف المرزوق، طيب الله ثراه، إبان تلك المحنة، حيث أمر بصدور صحيفة «الأنباء» الغراء من القاهرة بجمهورية مصر العربية الشقيقة لتكون أول صحيفة كويتية تصدر أثناء الغزو العراقي الغاشم، وكان أول صدور لها هناك بتاريخ 15 أغسطس 1990، وكرست صفحاتها آنذاك لنقل أخبار الديرة، مقدمة خدمة جليلة لأبناء الوطن الواحد في الخارج وواضعة نصب أعينها ربطهم ببعضهم البعض، موثقة ذلك بالصور الحية بكل صدق وأمانة وإخلاص، المغفور له بإذن الله تعالى، العم خالد يوسف المرزوق، طيب الله ثراه، توجيهاته بتوزيعها مجانا رغم التكلفة المالية الباهظة للطباعة، إلا أن شعاره كان: كلنا فداء للوطن الغالي.
واستمرت «الأنباء» الغراء تصدر في القاهرة لمدة عام إلى أن عادت إلى الكويت الحبيبة بعد أن تم إصلاح الضرر الذي لحق بمبناها جراء الدمار الشامل الذي خلفته جيوش العدو المحتل.
لم يكن إصدار «الأنباء» في القاهرة مفرحا للكويتيين بالخارج فقط، بل كانت فرحتنا غامرة نحن بالداخل حيث كانت «الأنباء» الناطق الرسمي لنا أمام العالم أجمع لتكون صوت الكويت الحر والذي ينطق بالحق دوما، مؤكدا على وجودها وثبات أبنائها خلف قيادتهم الحكيمة.
أربعة وأربعون عاما مضت على صدور صحيفة «الأنباء»، وها هي الآن تتألق بكل ما هو جديد في عالم التقنية الحديثة المتطورة، وتعزز مكانتها كصرح إعلامي بارز ومنارة للعلم والمعرفة مما جعلها مؤسسة إعلامية متكاملة لكل ما هو جديد في عالم الصحافة والإعلام ليست في الكويت والوطن العربي فقط بل في العالم أجمع.
وأصبحت «الأنباء» تتبوأ مكانة مرموقة وعالية بين الصحف وتساهم بتشكيل وتوجيه الرأي العام لمصلحة الوطن والمواطن، فهي حرة ومسؤولة، تؤدي رسالتها الإعلامية بمنظور متزن ومعتدل وتخدم كل القضايا المحلية والإقليمية والعالمية سائرة على خطى مؤسسها المرحوم العم خالد يوسف المرزوق (رحمه الله) في خدمة هذا الوطن الغالي.
كل الشكر والتقدير لأسرة «الأنباء» المتميزة وعلى رأسها رئيس التحرير الزميل يوسف خالد المرزوق، ونائب رئيس التحرير الزميل عدنان خليفة الراشد، وجميع الزملاء العاملين فيها، على هذا التميز والتألق المستمر والعطاء المهني والثقافي الرائع والمتواصل عاما بعد عام.
[email protected]