من نتائج ربيع الثورات التي انطلقت مع انطلاقة العام 2011: محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك ونجليه وأتباعه، وأثناء متابعة العالم لأولى جلسات تلك المحاكمة، أعاد بعض من حكام العرب حساباتهم وقرروا الإصلاح، فقد أثبتت الشعوب أنها قادرة على مواجهة حكامها لا تخيفها دباباتهم ولا ترعبها طائراتهم لأنهم لن يخسروا أكثر مما خسروا طوال أربعة عقود رضخوا في ظل شعارات قومية وعربية تقاسم مكتسباتها أولئك الحكام، وتناسوا أنهم قد تسلموا السلطة ليخرجوا شعوبهم من نير الاستعمار الأوربي إلى الحرية والديموقراطية الموعودة، إلا أن الشعوب العربية اكتشفت أنها أكذوبة انطلت عليها وسعت لنيل الحريات بالمطالبة لتأسيس أحزاب سياسية طوال العقود الماضية، وكان نتاج ذلك الربيع العربي الذي انطلق مع انطلاقة العام الحالي، ودوما كنا نقول وما زلنا نقول إن الشعوب إذا قررت فإنها قادرة على إزالة الأنظمة الفاسدة لتنطلق متوحدة لإزالة الجرثومة الصهيونية ليس فقط من فلسطين بل من جميع الأراضي العربية والإسلامية التي بدأت بكل أسف بالتطبيع مع ذلك الكيان بحجة الاقتصاد، لكن عدوى الثورات انتقلت بين الأحرار وأخيرا قالت الشعوب كلمتها.
هنا أقول وأوجهها لكل حاكم عربي سواء من كان قد وصل إلى الحكم بالطريقة الوراثية أو عن طريق التلاعب بصناديق الاقتراع: آن الأوان أن تحددوا مصائركم قبل أن تطاردكم شعوبكم ولا تجدوا من يؤويكم عليكم عندما تشعرون أن شعوبكم قد بدأت بكشف ألاعيبكم أن تتنحوا بأي حجة، خاصة انكم تنهبون أوطانكم من أول يوم تتولون فيه الحكم، فاحتفظوا بها وتنحوا كي تعيشوا بالكرامة في أوطانكم ولتحافظوا على ماء وجوهكم أمام محبيكم ممن تكسب من ورائكم وانخدع بصولجانكم..أيها الحكام ممن مازالت شعوبكم تحاول إسقاطكم، تنحوا ولا تدّعوا أنكم أبطال أمام الصهاينة وأنكم بتوليكم الرئاسة تحافظون على شعوبكم من الهجمة الصهيونية فثورات شعوبكم بوابة العبور للتدخل الأميركي الصهيوني في الوطن العربي الذي نزفت جراحاته طوال عقود ودفع ثمن النزف شعب تفننتم بإذلاله ومن ثم بقتله بأي ذريعة كانت أرجو أن يكون لصوتنا صدى فقد طال المدى.
إضاءة: جهاز الحاسوب والفلاش ميموري كانا من مرتكزات تطوير التعليم لدى وزير التربية، إلا ان الموضوع ـ وكما يبدو ـ فيه الكثير من الضبابية، وإلا فما المغزى من الفلاش ميموري مع وجود الكتاب بعد استبعاد الحاسوب من خطة البرنامج؟ هل سيكون الفلاش عاملا مشجعا مثلا للطالب على المزيد من الاهتمام بالدرس؟ الجواب لدى وزير التربية.
[email protected]