شواهد عديدة تسردها علينا السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي والتاريخ الحديث عن المسيرات السلمية التي تهدف إلى تحقيق مطلب معين أو توجيه النظر إلى قضية معينة غفل عنها النظام الحاكم أو تغافل ومنها:
ـ خروج النبي صلى الله عليه وسلم في السنة السادسة للهجرة بأكثر من ألف من أصحابه متوجها إلى مكة المكرمة لأداء العمرة في مسيرة سلمية التي عندما علم المشركون بها اضطربوا ولم يستطيعوا قتالهم واضطروا الى أن يوقعوا الصلح مع النبي صلى الله عليه وسلم في الحديبية لئلا تقول العرب انهم قتلوا ناسا عزلا من السلاح جاؤوا قاصدين البيت الحرام.
ـ ومن التاريخ الحديث ثورة الملح والمسيرة التي قادها غاندي وأنهى على اثرها الاحتلال البريطاني للهند.
إن هذه المسيرات يجب أن تدوم وتستثمر وتوظف لأنها وسيلة حضارية في التعبير عن الرفض وطلب الإصلاح، أما ان تقمع كما حدث ومازال يحدث في دولنا العربية التي استبشرنا بانطلاقتها الربيعية للثورات فكانت النتيجة المزيد من القمع والقتل والتدمير لأبرياء لا ذنب لهم سوى أنهم سئموا من فساد حكامهم وبدأوا المطالبة بالتغيير، ومن الأمور المضحكة أن تقوم تلك الأنظمة بإزالة الأماكن التي استخدمتها الجموع السلمية في تواجدها وتجمعها من خريطة البلاد كي لا تكون رمزا لبطشهم وهذا ما أقدمت عليه دولتان من دول الخليج، يجب على من تبقى من الحكام العرب قراءة سيرة النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم ليستمدوا العدالة في الحكم منه وسيرة علي ابن أبي طالب رضي الله عنه الذي أعلنت الأمم المتحدة في عام 2002 أن خليفة المسلمين علي ابن أبي طالب رضي الله عنه يعتبر أعدل حاكم ظهر في تاريخ البشرية، لا أن يحكموا كما كان حكام بني أمية يحكمون فمنهم من قتل آل الرسول صلى الله عليه وسلم كيزيد وأزلامه عندما قتل سيد شباب أهل الجنة الحسين بن علي عليه السلام وأهل بيته الأطهار ومنهم من سجن وعذب عباد الله الصالحين كالحجاج بن يوسف الثقفي، عليهم الرجوع إلى وثيقة الأمم المتحدة التي شملت 160 صفحة باللغة الإنجليزية أصدرتها سكرتارية الأمم المتحدة لجنة حقوق الإنسان في نيويورك برئاسة أمينها العام كوفي عنان ليروا ما اعترف به الآخرون علهم يأخذون الحكمة من خلالهم.
إضاءة: لا سلطة تشريعية ولا سلطة تنفيذية في البلاد ترى هل القادم من السلطتين سيكون ممن يخاف على المصلحة العليا للبلاد؟ نتمنى ذلك.
twitter: @fatima_shaaban