وضعت الحرب الانتخابية أوزارها ورسمت لنا صناديق الاقتراع لوحة المرحلة القادمة للبلاد، نأمل أن تكون وردية، وفي الحقيقة إطلاق تسمية الحرب لم يأت جزافا، فلغة خطاب بعض المرشحين في هذه الدورة تدنت إلى أقل المستويات أمام ناخبيهم كما تدنت لغة خطاب بعض النواب السابقين تحت قبة عبدالله السالم في مجلس 2011، لذا كان التراشق والتهديد والوعيد لأهداف ذاتية عنوان الكثير من الندوات الانتخابية، وبدا كل من يعتقد انه صاحب حق يسعى لنيله بيديه وكأننا دولة بلا قانون، لذا فإن كانت نتائج صناديق الاقتراع قد أفرزت لنا مثيري الفتن والغوغائيين والفئويين ممن هم مصداق الآية الكريمة (وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله آنى يؤفكون) فذاك دليل على انحدار مستوى الناخب مع شديد الأسف ومؤشر بلوحة قاتمة الألوان للمرحلة المقبلة والتي من المؤكد أنها ستحول مجلس 2012 إلى حلبة للصراعات الفئوية وتصفية حسابات ولن يستمر طويلا كما سيكون دليلا واضحا على بداية الانقسام المنظم للمجتمع إلى أقسامه الأربعة أو الستة.
أما إن كانت صناديق الاقتراع قد أفرزت لنا نوابا حكماء وعقلاء ـ وذلك غاية المنى ـ مستقلين لا تحركهم انتماءاتهم الحزبية والقبلية من الشباب الواعي ومن الأغلبية الصامتة من الذين يمتلكون قدرات علمية وعقلية وتطويرية ترغب بكل صدق في بناء الدولة واللحاق بركب جيرانها من دول الخليج، فذلك مؤشر لبداية مرحلة جديدة هادئة ينعم فيها جميع أطياف الشعب بخيراتها دون محاباة بعيدة عن الشحن وقريبة من لغة الخطاب العقلائي ليفوت الفرص على أصحاب المصالح الذاتية.
إنها أمنية أرجو أن تكون قد تحققت لحظة قراءتك لكلماتي عزيزي القارئ، وإلا فعذرا إن كنت قد حلقت بك نحو أحلام وردية أبى المؤزمون من المرشحين والناخبين لنا تحقيق ذلك.
twitter: @fatima_shaaban