هل هي امرأة كأي امرأة؟ تمارس دورها في أسرتها كأنموذج نسوي وجد في زمن كان لوجوده ضرورة وانتقل صداها كإعلامية محترفة عبر الأزمان لتظل هي النموذج الإعلامي الذي يحتذى بها؟
وما هي مواصفات هذا النموذج؟ هل هي مواصفات قام بوضعها العالم الغربي أو الباحث الشرقي ليحتذى به الناس؟
لا.. هذه ليست صفات زينب ابنة علي؟ ومن قال عنها ذلك واكتفى به فهو لم يدرك حجم شخصية بطلة كربلاء
إن زينب أنموذج البيت الرسالي بيت علي وفاطمة بيت النبوة الذي أشرف عليه محمد صلى الله عليه وسلم بتعاليم «وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى» بمفاهيم «ومن يبتغي غير الإسلام دينا فلن يقبل منه..»
هذا النموذج هو معيار الشخصية النسائية الواعية بدورها والحاملة لمشعل التغيير هذا هو نموذج زينب التي كانت بكلها للإسلام، فالإسلام كما أن له نماذج رجالية تسعى إلى التغير كالإمام الحسين وأبناء الحسين -ع- كذلك له نماذج نسائية في زمن كاد صرح الدين أن يتهاوى لتأخذ هي بيد الجيل النسوي وتنتشله من مستنقع الوأد الذي انتشلهم الباري تعالى مع انطلاقة البعثة النبوية لتعود الجاهلية على يد دول أقيمت باسم الإسلام وظلمت الإسلام والمسلمين.. جاء انموذج زينب لينتشلها مرة أخرى من ذلك المستنقع ويعدل المسار.
ويوجهها نحو الاستقامة.. وتمر القرون لتعود جاهلية القرون الحديثة لتوقعها مرة أخرى في ذات المستنقع مرة باسم التجديد ومرة باسم التطور ومرة باسم التواصل الاجتماعي لتبحث المرأة عن معيار تلجأ إليه فترى أمامها معيار زينب خالدا يتجدد بملحمتها النادرة على مر العصور في مواقفها مصداقا للتجديد الذي جاءت من أجله مع الحسين وفي مشاعرها مصداقا للتطوير في المجتمع الإسلامي الذي كاد أن يتحول لمجتمع جاهلي وفي عطائها الفكري لتكون مصداقا للتواصل الاجتماعي من خلال خطب أدهشت القاصي والداني
وبحثوا في الإمكانات الخطابية التي تمتعت بها زينب تلك الخطب التي ألقتها بين الكوفة والشام والتي جعلت الإعلاميين في بحث عن أسرار شخصيتها وجملها وعباراتها التي تأتي ارتجالا لتكشف عن كاريزما شخصية لا مثيل لها بعبارات تكشف المستور وتفجر بحر الحقائق ليجدوا فيها خصائص الإعلامي وقد تحققت على أعلى المستويات.وهي المرأة المكلومة بفقد أهلها وأحبتها وتناول شخصيتها دعاة التنمية البشرية فاكتشفوا أنها استخدمت الذكاء العاطفي والذكاء الاجتماعي وتعاملت مع الشخصيات الحسية بأسلوب حسي والبصرية بأسلوب بصري والسمعية بأسلوب سمعي ولولا ضيق مساحة المقال لأسردت نماذج من تلك المواقف ولكن لو التفت أولئك الباحثون إلى أنها أنموذجا إسلاميا ومعيارا للمرأة الرسالية لما احتاروا فيها.
السلام على التالية لكتاب الله والمتهجدة في الأسحار
السلام على صوت الحق الخالد وجبل الصبر زينب
[email protected]