(يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا).
أعجب كثيرا حينما أرى رجلا متزوجا ويبحث عن صداقات من نساء أخريات على وسائل التواصل الاجتماعي ويقضي مع هذه الشخصيات المجهولة الساعات في التحادث والتحاور!
كذلك المرأة التي تصادق غير زوجها! أي دين وأي خلق يبيح لكم ذلك؟!
فإن كانت زوجتك ينقصها شيء ما وددت وجوده فيها فلما تزوجتها إذن؟!
قال الله تعالى: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة ـ الروم: 21).
وإن كان زوجك غير مناسب لك فلما تزوجته؟!
في بعض الأحيان ستكون الإجابة هي أنه تغير، فلماذا نسمح بحدوث هذا التغيير الذي لا نحبه؟!
قال الله تبارك وتعالى: (هن لباس لكم وأنتم لباس لهن ـ البقرة: 187).
تمر العلاقة المقدسة بين الزوج والزوجة بعثرات ومشاحنات غالبا تكون طبيعية لأننا نعيش في مجتمع له متطلباته ومشاكله، وحينما تمر الأسرة بأول محنة تبدأ المشاعر الفياضة بالجفاف، وسيل العطاء في التوقف وجمر الحب في الانخماد، فيعطى كل من الطرفين ظهره للثاني وبدلا من أن يحاول إصلاح الخلل وسد الفجوة يذهب ليبحث عن المشاعر المتوهجة والاهتمام والهدوء في مكان آخر! ويهمل الأسرة والبيت الذي بنيا بعد عناء وجهد، هذا الاتجاه غير الشرعي الذي غالبا ما يكون السبب في دمار هذه الأسرة وتشتيتها.
أخي وأخيتي..
الزواج ليس علاقة وقتية أو عابرة، بل رباط مقدس من عند الله وجب احترامه وتقديسه والحفاظ عليه كي يستمر ويطرح ثمار الحب والخير ويثمر أبناء أصحاء لمجتمع سليم قويم، فالزواج هو ما يحقق الرسالة الثانية بعد التوحيد وهي تعمير الأرض، فكيف ستبلغ رسالتك تجاه الله والدين والمجتمع وقد انحرفت لطريق خاطئ سيلتهم جل عملك الذي بدأته.
يجب أن نعود ونرسخ في شبابنا وبناتنا أسس وأهداف الزواج التي تجعل البناء صلبا متينا قويا لا تؤثر فيه رياح عاتية أو جفاف قاحل أو حب متلون بألوان النزوات والرغبات الوقتية المصطنعة! وهي: الثقة والاحترام المتبادل، والتفاهم، والود والرحمة، والتعاون، والوفاء والصدق والإخلاص...،...، ثم الحب.
وقصدت أن أجعل الحب في آخر مربع الأسس لأنه إن وجد الحب وحده وانعدمت باقي الأركان سيهدم البناء مع أول هبة ريح عاصفة، أما إن رسخت هذه الأسس القويمة أولا فسيعيش البناء طوال العمر ويتحمل كل عوامل الطبيعة القاسية، فكم بنيت زيجات وأسست بيوت قديما في زمن أبائنا وأجدادنا والزوج والزوجة لم يروا بعضهما إلا ليلة العرس وعمرت هذه الزيجات وعاش الحب ولم يفرق بينهم إلا الموت، كانوا ينظرون للزواج على أنه قدر وجب الإيمان به، عهد وميثاق يجب الوفاء له وإعطائه حقه والحفاظ عليه واستمراريته وقطف ثماره الطيبة، ومهما كان هناك اختلاف كان الأزواج يتكيفون على طباع بعضهم البعض فماذا حدث في هذا العصر العجيب حتى أصبحنا نشاهد ارتفاع نسب الطلاق والتصدع الأسري لأرقام يشيب لها الرأس؟!
الأمر خطير ويحتاج منا التوقف وإعادة النظر.
أقول لكل زوج وزوجة «خان» العهد المقدس: عد أدراجك قبل فوات الأوان وبدلا من البحث عن صفات ومشاعر بالتأكيد تمتلكها زوجتك أو زوجك، كلف نفسك قليلا من الجهد واستخرجها منها وعشها معها واتخذها صديقتك وزوجتك وحبيبتك بل وعشيقتك أيضا!
فهي زوجتك وأم فلذاتك، وأنت أيضا سيدتي لو وضعت زوجك تاجا على رأسك حتما سيتوجك ملكة على عرشه ولن ينظر لغيرك فماذا نحتاج من بعضنا أكثر من حب وحنان وود وإحسان وحفنة اهتمام تجعلك أسعد إنسان؟
[email protected]