منذ بداية الألفية الثانية برز بعض رويبضة التشريع وصانعي الفتاوى المضللة، وأصبحوا لا يكفون أصواتهم عن العواء ونشر الفتن في المجتمع العربي الإسلامي، فمنذ بداية هذه الألفية انهالت علينا الفتاوى المثيرة للجدل والتي تخالف الشرع والعقل والعرف والمنطق حتى وصلوا الآن لمرحلة التدخل في ثوابت الدين التي لا جدال عليها مثل ذلك القانون الذي يريدون سنه بدعوى المساواة بين الرجل والمرأة في الميراث، مع أن آية المواريث واضحة وقطعية ولا جدال عليها ولا توجد أوجه للاختلاف في تفسيرها وتأويلها.
قال الله تعالى في سورة النساء (يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين)، إلا أن شيطانهم سول لهم التعدي على حدود الله تعالى بالرغم من تحذير الله لمن يفعل ذلك، فقال (ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين) «النساء - 14».
فهل يرى هؤلاء الذين اتصفوا بلقب العلماء أنهم أدوا رسالتهم تجاه الله ودينهم والمجتمع الإسلامي، وقاموا بالدور المفروض عليهم في توعية الناس دينيا وأخلاقيا، وتنوير عقولهم بقواعد وأسس وأحكام الدين الإسلامي حتى ينفضوا لتحريف ومخالفة شرع الله وحدوده؟!
يقول من ينادون بتطبيق هذا القانون إنهم يهدفون للمساواة بين الرجل والمرأة لدواع وأسباب يرونها في أوهامهم أن الآية مجحفة في حق المرأة، وأن هذا الجنس اللطيف قد ضيعه الشرع - وهذا لعمري مغالاة في التحدي السافر لعلم الله الغيبي المسبق لسن حدوده وفرضها وتكليف عباده بها!!
فهل هؤلاء أعلم من الله؟!
وهل أنتم يا أشباه العلماء أعدل من الله؟!
وهل أنتم أرحم من الله؟!
لا والله، فهو أعدل وأرحم بالمرأة منكم، ولم يكرم المرأة دين مثل الدين الإسلامي. ولم يرأف بشري بامرأة مثله صلى الله عليه وسلم. ومن بعض وصاياه «رفقا بالقوارير»، فلم يوجد لفظ في جميع اللغات أرق من «الرفق»، ولا لفظ أرق من «القوارير»، فهن «قرة» العين ونورها، وجمال الحياة وبهجتها، وصلاح الدنيا والآخرة لمن صلح.
ونعلم جيدا أن سبب كل بلاء تصاب به الأمة هو نتاج الابتعاد عن الله. فهل طبقنا شرع الله في الأرض وعملنا به منذ ألف وأربعمائة وأربعين عاما حتى نأتي اليوم ونبدل شرعه؟! فوالله لو كنتم فتحتم كتاب الله وقرأتموه وفهمتموه حق فهمه لوعيتم أن كلام الله وشرعه هو قلب الحق والعدل لكل الناس، حتى أحكام غير المسلمين التي تكلم عنها القرآن في بعض المواضع... وكم من أناس دخلوا الدين الإسلامي عندما رأوا معجزاته وسمعوا أنه دين حق وعدل وعفو وسماحة!
ووالله لمرادكم هذا تعد على الله وشرعه وتعد أيضا على «دستور البلاد» فهوية المجتمع العربي هي الإسلام والدستور ينص على ذلك. وهذا القرار يخالف حكما قطعيا لا مراء فيه ولا جدال!
إذن أنتم بهذا «الاجتهاد» السافر تكونون قد خالفتم دستور البلاد وانقلبتم عليه.. وهذا من حقد من يدفعكم لذلك، فأنتم لسان الباطل وسوطه قد سلط على رقاب المسلمين. قال الله تعالى: (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا) «الأحزاب - 36».
[email protected]