«أوجاع وطن ...»
ورأت عينايا نيرانا هبت في أرجاء المكان..
وأخذ الخلق يهرعون ويصرخون وكأنه بركان ..
أحرق بلهيبه الأخضر واليابس والولدان..
يهرعون لنجدة ضحية المسؤول الجبان..
النائم في غياهب جبه المظلم السعران..
لدنيا رغدا وكرسي ورزمة مال ملوث بالخسران..
نسي ديدان قبره تأكل أحشاءه في آخر الزمان ..
أيا مسكينا غرته دنيا الترف والعز وجاه السلطان..
يوما قريبا يأتيك تعض أناملك تضرعا للرحمن..
دعني أعود فأعمل صالحا وأرحم الإنسان..
من فساد ورشوة وحرق الخلق وشنقا للغلمان..
يا قاضيا تحوّل عن الحق بخوف من كرسيٍ..
أو رزمة مالٍ وظلمت بن الموظف الغلبان..
غدا سيجلدك بسوط حقه على مرأى من
خلائق الرحمن ..
في مشهد رعبٍ وحاكما عدلا يصيب الميزان..
قال وقوله الحق اعفو عنك لكن في حق
عبدي يعفو هو أو ألقيك في النيران..
يا صاحب الكرسي ألا خطيت بقدمك المزين
بحنة اليمن وعطرِ عود من بلاد الفرس والرومان..
هُديت بها لتفرط في حق رعيتك الإنسان..
أرأيت كم طال إهمال يديك من شتى البقاع..
ما بين مركبة هزلة وسفينة هرمة وقطارا
رفض السيد أن يباع..
في سوق نخاسة الشياطين والأتباع
ومن فقر القطار لدمه إثر قطع أوصاله العضال..
فقد عقله وهرول مسرعا لتناول حبة النضال..
أخذ معه شابا وأبا وطفلة فقدت الجدة والأحباب..
أنسيت كم نالت الدنيا من مهمل وقاتل وأفاق..
وكيف سيكون عقاب الظالم والفاسد والكذاب..
لو تدبرت قول الأولين..! قالوا وما هي إلا أن تـدخل من باب فتخرج من الآخر في لحظة نصر أو خسران..
فتدبر واعقل واعمل ليومٍ تقف مجرداً من العز والسلطان..
[email protected]