«نحن شعب بلا أرض وهم أرض بلا شعب»..
جملة رددتها «جولدا مائير» حينما كانت إسرائيل حلما بعيد المنال صعب التحقق، ودفعا للصهيونية الماكرة بتسخير كل الأطراف المتواطئة لإنقاذ شعب «تائه» مشتت وجمعه في وطن ذي سيادة ولغة وعلم واقتصاد.
ونجحت الصهيونية فعلا في ذلك رغم قلقهم المتواصل على مستقبلهم المبني على أحلام وهمية، فدفعهم الخوف على المستقبل الذي كان مبهما وشجاعة الطفل الفلسطيني ورفض العرب لهم قديما إلى بسط الأوهام المزيفة مثل وهم الجيش الذي لا يقهر والجندي الإسرائيلي الخارق وخط بارليف العظيم، لكن سرعان ما تبددت هذه الأوهام على أيدي براعم وشباب العرب الأبطال.
ثم الخوف من التاريخ برفضه لهم وعدم جدوى الجهود الغربية في إعطائها الشرعية التاريخية وبناء هذا المعسكر الوهمي على أنقاض تاريخ حقيقي، فبعد سبعين عاما من الحفريات الأثرية المكثفة في أرض فلسطين توصل علماؤهم الأثريون إلى أن أجدادهم بنوا هذه الأحلام على مجرد أساطير شعبية محضة وأوهموا «مواطنيهم» أن المجد التوراتي قادم، وأن إمبراطورية «ما بين النهرين» ستتحقق بعد الألف عام.
لقد أغرق دعاة الصهيونية في الحلم المزعوم عندما قاموا بذاتية مفرطة في تحدي كل الأعراف الإنسانية والأحكام القانونية الدولية في فرض وجودهم على أرض ليست لهم، وبالتالي تبين بالأدلة أن الصهيونية نظام عالمي تدعمه أطراف عالمية متنفذة وقوية تعزز ذلك بالإعلام والمال والسلطة وغيرها، وأصبحت الصهيونية داعما اقتصاديا لدول عظمى أمثال أميركا وبريطانيا، كما أوضح باحثون كثر كالباحث المصري الكبير عبدالوهاب المسيري، رحمه الله.
وها هو الحلم الذي كان قابعا في أعماق «بروتوكلاتهم» يتحول شيئا فشيئا إلى واقع «قوي» استطاع الآن أن يعيش أزيد من ربع قرن دون أن يتغير شيء في مواقف العرب والفلسطينيين خاصة إلا ما كان من ممانعة للمقاومة الحرة.
طمعت الصهيونية العاتية المتجبرة في استغلال أرض غير أرضها واقتلاع ثقافة دون ثقافة بقوة الحديد والنار وابتلعت قوت العرب أجمع ثم أرضهم ولم يكتفوا بل وأفسدوا عليهم دينهم ودنياهم...!
فهل يا ترى ستتوقف أحلام الصهاينة الخبيثة الفاسدة المفسدة..؟
وإلى أي سقف ارتفع صدى مقولة جولدا مائير وزعماء إسرائيل حتى تتحقق على أرض الواقع..!؟
ربما كانت أبواب السماء مفتوحة فبدأت سلسلة الأحلام في التحقق!.
ولنا في الحديث بقية.
[email protected]