وانبثق الحلم من رحم الخيال، وأخذ «الشعب التائه» يجمع شتاته ويحقق كيانه وأحقيته في أرض لم تكن أرضه، ويترعرع في وطن لم يولد فيه. فكانت أول فقرة في سلسلة الحلم....
إقامة وطن قومي وجمع اليهود المشردين في مناطق العالم القصية تحت سقف وطن واحد..لكن..!
أي سقف اختاروه بذكاء ماكر منقطع النظير...؟!
وأي أمة اتخذوها سلما لتحقيق حلمهم بدهاء حتى يضمنوا الحفاظ على استمراريته؟!
بالطبع لا توجد أمة يمكن الاستهانة بها واللعب عليها واستغلالها ونهب خيراتها كالأمة العربية وقد حدث..!
وأما الجزء الثاني من الحلم: فاحتلال القدس تحت ذريعة التقسيم الزماني والمكاني وتدنيسه ومنع المسلمين من الصلاة فيه وفعل ما يشاؤون به وقد حدث!
ثم توثيق الاعتراف بالوطن المزعوم بسرقة القدس وجعلها عاصمة لهم وسوف يحدث..!
ولم تجرؤ الأنظمة العربية أمام هذا الوضع المخزي على فعل أي شيء سوى عقد قمم عربية «فاشلة» وإخراج بيانات منددة شاجبة كمن يرفع صوته في صحراء خالية لا يسمع فيها غير صدى صوته المتموج...!
ثم ما يحدث الآن أمام كاميرات العالم من تسليم للجولان السورية التي فشلت في احتلالها عسكريا في الماضي أيام كان العرب عرباً حقاً ويداً واحدة لذلك لم تستطع تفرقتهم والانتصار عليهم، فانتظرت حتى ظهر لها أن «الكتف آن أكلها من حيث تعرف»!
وقد حدث أن سلموا الجولان رسميا الآن...!
ثم نأتي للجزء الأكبر من الحلم «قطعة الجاتوه» التي سيقام عليها حفل عيد الميلاد المؤجل مما يزيد عن ربع قرن، «سيناء» التي فشلت قديما بالحصول عليها كاملة بقوة السلاح فاحتفظت بجزء صغير ثم ردت الباقي رغما والتي ما زالت تسعى للحصول عليها مرة ثانية وربما يحدث...!
فهل يا ترى هذا هو سقف أحلام الطفل غير الشرعي الذي ولد دون حفل ميلاد لائق له فيقوم بالتجهيز له الآن..؟!
أم هناك المزيد من أحلامه التي لطالما تتحول من مجرد أوهام إلى حقيقة مجسدة على أرض الواقع؟
أود أن أقول للصهاينة: لقد «أعجبني» إصراركم على تحقيق أحلامكم والسعي وراءها دون كلّ ولا تهاون، وأحسنتم الاختيار للبيئة التي زرعتم فيها بيد أصحابها بذور خيالاتكم التي أثمرت لكم أطيب الثمار في وقت قياسي...!
لكن... يجب أن تعلموا لولا إرادة الله قضت بتحقيق مبتغاكم لم كان، لأنكم مجرد أداة لتمحيص الجيد من الفاسد، من حكام وشعوب متواطئين باعوا ضميرهم وقضيتهم من أجل حفنة مال أو كرسي.
والعصا السحرية التي تحول أحلامكم إلى حقيقة هي أيضا وسيلة لتحقيق مشيئة الله وسنتطرق لها في المقال المقبل.
[email protected]