كلما حلت ذكرى العيد الجميلة، يشرد عقلي ويذهب بعيدا ليستحضر ذكريات الطفولة مع «العيد السعيد».
حينما كنا صغارا، تذكرت البراءة والبساطة والطيبة والحب والبهجة التي كان يتمتع بها الناس في الماضي، وكم كنا نفرح بأبسط الأشياء، كانت الحياة سلسة وتنضح بالبركة والخير.
لن أتطرق لنقد الواقع كعادتي وأفسد عليكم روعة ذكريات الماضي، فهيا بنا نذهب في جولة إلى العقل الباطن ونستمتع بجمال أحداثه الخالدة في أذهاننا.
قد تكلمت سابقا عن ذكرياتي الخاصة بالعيد في مسقط رأسي «المحروسة»، فأحببت هذه المرة بدافع الفضول والشوق والمتعة أن أتشارك ذكريات إخواني وأخواتي المواطنين وكيف كان العيد عندهم..!
هاتفت صديقتي سميرة وسألتها عن عيدها كيف كان يمر..؟
فرحت كثيرا بالسؤال ثم أخذت تحكي ببهجة وتلهف وشوق حارق قالت سميرة:
كانت أمي قبل العيد تأخذنا للخياط لعمل «نفنوف العيد» للبنات والأولاد «الدشداشة» حتى كنا في ليلة العيد كل منا يأخذ نفنوفه أو دشداشته وحذاءه الجديد ويضعه تحت وسادته أو بجانب سريره، وتقوم أمي بعمل الحلوى في ليلة العيد مثل (قرص العكيلي، والغريبة وشراء الحلوى والرهش وخبز التنور) وتجهز الحناء من الصباح وتقوم بنقشها لنا قبل النوم وكأنها ليلة العرس لا ليلة العيد، ثم ننام نحلم بالغد السعيد، وبعد الانتهاء من أداء صلاة العيد نذهب لبيت الجد الأكبر - هذا كان بالأمر المقدس الذي لا نستطيع مخالفته - وعادة الأبناء يسكنون في البيت العود ويذهبون بعد الصلاة مباشرة لمعايدة الجد والجدة وتناول الشاي بالحليب والهيل مع الدرابيل والبقصم، والبعض يذهب في وقت الغداء لإلقاء تحية العيد التي تغمر الجميع بهجة وفرحا، وتحيل الوقت قطعة من سعادة أهل الجنة كرما وتيمنا من الحنان في اليوم المبارك الذي نسميه عيدا.
المهم يجب تناول الغداء في بيت الجد، ثم نتلقف «العيدية» بفرح كبير من الجد والجدة والأقارب، وبعد العصر نذهب للعب في ساحة خيطان بالألعاب التي كانت توضع خصيصا للعيد منها الديرفه وعربانه والحنطور، ثم في المساء يكون وقت زيارة الأقارب والجيران.
قالت سميرة بسعادة زلزلت صوتها والتي بدورها فجرت البهجة في دواخلي: ذكرتيني يا صديقتي بذكريات الطفولة السعيدة التي لا تنسى، وحدث أن افتقدناها لأسباب نعلمها وأخرى لا نعلمها!
قلت لها: نعم حبيبتي كانت أياما جميلة ورائعة رغم بساطتها، بل أظن أن البساطة والحفاظ على العادات والتقاليد كانت هي سر جمال هذه الأيام.
ما أروعها من ذكريات أعتقد لولاها لصعبت علينا الحياة وأصبحت شقاء.
طيب الله أيامكم بكل خير وتقبل طاعتكم وعساكم من عواده وكل عام وأنتم بخير.
[email protected]