هنا بدأ الخوف يشحذ بين الضلوع، وفقد الأمل في عودة الكيان العربي من جديد، وذهب اليقين إلى أن العروبة أصبحت ذكرى دفنت مع الأسلاف.
أكتب بصعوبة من قوة الألم الذي ملأ دواخلي حينما شاهدت مقطع فيديو لأخ يطرد أخاه الذي هدم بيته وخرب موطنه وذهب إليه مستنجدا على الأقدام.
ظللت أعيد مشاهدة الفيديو وأبحث في الأخبار لأتأكد من مصداقية ما رأيت. هل حقا الأخ العربي يطرد أخاه الذي أصبح بلا مأوى ووطن يحميه، هل حقا أراد أن يرسله لحتفه في وطن مازال ينزف دما..!؟
كان العربي قديما يجير من يستجير به ويحميه ويكرمه حتى لو لم يكن على ديانته، سواء قبل الإسلام أو بعده، وعندما هاجر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بأصحابه لأهل المدينة المنورة هربا من تعذيب واضطهاد قريش لهم أكرمهم الأنصار وأحسنوا اليهم وأعطوهم بيوتهم وزوجوهم من أهلهم وكانوا يتسابقون على نيل ذلك الشرف والأجر العظيم. فأين أنتم أيها العرب من ذلك، أين ذهبت مكارم أخلاقكم وتقاليدكم وإنسانيتكم؟!، قلتها سابقا والآن أكررها
نعم، فاز «اليهود» والغرب في تفريقنا وزرع الكره والحقد والعنصرية بين العرب بعضهم بعضا والسؤال هنا:
هل هذه هي رغبتكم؟ لا تريدون إخوانكم في وطنكم حتى يعودوا مكرمين إلى وطنهم، أم هذا تحريض مسيس من شخص أو حكومة ؟!
ولا أرى أفضلية في إجابة عن أخرى.
أعلم أن اللجوء له سلبياته وخسائره، لكن بالتأكيد هذا وضع مؤقت فهلا تحملنا بعضنا يا أمة محمد.
إخواني.. قد فقدتم الكثير بذلك الموقف، وشمتم فينا الأعداء، الغرب يفتح ذراعيه للاجئين، والعرب يطردون بعضهم!
فلنتقِ الله في بعضنا البعض فالدنيا لن تبقى لأحد.
قال تعالى (والذين تبوأوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون).
[email protected]