نعيش الآن في عصر تسوده الأنانية والكذب والنفاق والاستغلال بشكل مبالغ فيه.
لم نعد نرى أي أثر للقيم والأخلاق والالتزام الحق!
مؤكد أنها موجودة لكن تكاد تكون غير مرئية من نزرة وجودها، الأصعب في الأمر هو عدم قدرتك على التكيف والتغيير كي تستطيع مجاراة هذا الواقع الهجين، من وقت لآخر تصيبك نوبات الإحباط وتجتاحك الحيرة والأسئلة التي لا تجد لها إجابات واضحة، والتي تشغل بالك دائما، تسبب تضاربا في أفكارك أيها تعتمد، أتنساق أم تقاوم... تحار في الجواب، فتنهي المباراة هاته بالحيرة نفسها وتترك ذاتك أثيرها...! وإذا كنت في حالة ضعف، وتمكن منك الإحباط! فسترى نفسك أنك المخطئ وتبدأ في لوم ذاتك على أنك لا تقوى على التغيير، وتقول لنفسك أنا المخطئ، أنا من لا يتعلم من أخطائه، أنا من ينصاع لمبادئه وصلاح تربيته، وتأخذ في جلد نفسك بسياط التأنيب والعتاب، ثم تنهار صرعا من الإجهاد والتعب ساعات أو ربما لأيام حتى تستفيق من حالة الانهيار التي أصابتك وأنت في حيرتك المعهودة!
منا من ينجح في التغلب على نفسه، ومنا من لا يستطيع ذلك وهذا هو المعذب في الأرض، لأن قدره أن يظل على تلك الحالة طوال حياته إلا أن ينجح في إقناع نفسه بأنه على صواب، وأن هذا قدره في هذه الدنيا وأنه إن رضي فسيعوضه الله خيرا على ما فقد وتألم.
نعم..!
الدنيا دار شقاء ليست دار راحة وترف، الحياة الحقيقية هي بعد البعث والحساب، لكن يا ترى هل هنالك أيضا إذا كنت من أهل الجنة ستشعر بالرضا وتستشعر «رضي الله عنهم ورضوا عنه؟!» أم أيضا ستجلد نفسك أنك لم تجتهد في الدنيا حتى تنال أفضل مما نلت في الآخرة..؟!
وارد أن يحدث ألا نشعر بالرضا أيضا على تقصيرنا، فإن حدث؟! ماذا يعني ذلك..؟
يعني.. أن الخلل بك أنت في أنك لا ترضى وأنك لا تجتهد في العمل حتى تصل لمرحلة الرضا سواء في الدنيا أو الآخرة، والرضا ليس استسلاما لواقع ترفضه، الرضا هو قناعتك بأن اختيار الله لك هو الأفضل، وأن تؤمن بأن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك.
[email protected]